وقال النابغة الجعدي :
(١٥٥) ـ فمن يك لم يثأر بأعراض قومه |
|
فاني وربّ الراقصات لأثأرا |
فهذه الخفيفة خفّفت كما تثقّل اذا قلت لا ثأرنّ ، ومن مواضعها الأفعال غير الواجبة التي تكون بعد حروف الاستفهام وذلك لأنك تريد أعلمني اذا استفهمت وهي أفعال غير واجبة فصارت بمنزلة أفعال الأمر والنهي ، فان شئت أقحمت النون ، وان شئت تركت كما فعلت ذلك في الأمر والنهي وذلك قولك هل تقولنّ وأتقولنّ ذاك وكم تمكثنّ وانظر اذا تفعلنّ وكذلك جميع حروف الاستفهام ، قال الأعشى : [متقارب]
(١٥٦) ـ فهل يمنعنّى ارتيادي البلا |
|
دمن حذر الموت أن يأتين |
وقال :
(١٥٧) ـ فأقبل على رهطى ورهطك نبتحث |
|
مساعينا حتى ترى كيف نفعلا |
وقال مقنّع :
(١٥٨) ـ * أفبعد كندة تمدحنّ قبيلا*
__________________
(١٥٥) الشاهد في قوله لأثارن بالنون الخفيفة والبدل منها على ما تقدم * يقول من لم ينتصر لأعراض قومه بالهجاء فقد انتصرت لأعراض قومي وأراد بالراقصات الابل لأنها ترقص في مشيها وانما أراد سيرها في الحج فذكرها تعظيما لها في تلك الحال.
(١٥٦) الشاهد فيه توكيد يمنعني بالنون الثقيلة لأنه مستفهم عنه غير واجب كالأمر فيؤكد كما يؤكد الأمر والارتياد المجيء والذهاب أي لا يمنع من الموت التجول في آفاق الارض حذرا منه ولا الاقامة في الديار تقر به قبل وقته فاستعمال السفر أجمل لأن الموت بأجل.
(١٥٧) يريد كيف نفعلن بالنون الخفيفة والبدل منها كما تقدم * يقول لمن فاخره أقبل على ذكر مفاخر قومك وأقبل على مثل ذلك من قومي وابحث عن مساعيهما حتى يتبين فضل بعضهما على بعض وترى فعلى في مفاخرتك وفعلك في مفاخرتي.
(١٥٨) الشاهد في قوله تمدحن بالنون الثقيلة وكندة قبيلة من اليمن من كهلان بن سبا والقبيل الجماعة من قوم مختلفين والقبيلة بنو أب واحد وأراد بالقبيل هيهنا القبيلة لتقارب المعنى فيهما.