في لغة من قال سنون ولا يجوز ظبون في ظبة لأنه اسم جمع ولم يجمعوه بالواو والنون ولو كانوا كسّروا ربة وامرءا أو جمعوه بواو ونون فلم يجاوزوا به ذلك لم تجاوزه ولكنهم لمّا لم يفعلوا ذلك شبهّناه بالأسماء ، وأمّا عدة فلا تجمعه إلّا عدات لأنه ليس شيء مثل عدة كسّر للجمع ، ولكنك ان شئت قلت عدون اذا صارت اسما كما قلت لدونّ ، ولو سمّيت رجلا شفة أو أمة ثم كسّرت لقلت آم في الثلاثة الى العشرة ، وأمّا في الكثير فإماء ولقلت في شفة شفاه ، ولو سمّيت امرأة بشفة أو أمة لقلت آم وشفاه وإماء ولا تقل شفات ولا أمات لأنهنّ أسماء قد جمعن ولم يفعل بهنّ هذا ولا تقل إلّا آم في أدنى العدد لأنه ليس بقياس فلا تجاوز به هذا لأنها اسماء كسّرتها العرب وهي في تسميتك بها الرّجال والنساء بمنزلتها هيهنا ، وقال بعض العرب أمّة وإموان كما قالوا أخ وإخوان ، قال الشاعر (القتّال الكلابي) واسمه عبيد بن المضرحي : [بسيط]
(١١٠) ـ أمّا الإ ماء فلا يدعونني ولدا |
|
اذا ترامى بنو الإموان بالعار |
ولو سمّيت رجلا ببرة ثم كسّرت لقلت برى مثل ظلم كما فعلوا به ذلك قبل التسمية لأنه قياس واذا جاء شىء مثل برة لم تجمعه العرب ثم قست ألحقت التاء والواو والنون لأن الأكثر مما فيه هاء التأنيث من الاسماء التي على حرفين جمع بالتاء والواو والنون ولم يكسّر على الاصل واذا سمّيت رجلا أو امرأة بشيء كان وصفا ثم أردت أن تكسّره كسّرته على حدّ تكسيرك إيّاه لو كان اسما على القياس ، وان كان اسما قد كسّرته العرب لم تجاوز ذلك ، وذلك أن لو سمّيت رجلا بسعيد أو شريف جمعته كما تجمع الفعيل من الاسماء التي لم تكن صفة قط فقلت فعلان وفعل إن أردت أن تكسّره كما كسّرت عمرا حين قلت العمور ومن قال أعمر قال فيها أفعلة فاذا جاوزت ذلك كسّرته على المثال الذي كسّر عليه الفعيل في الأكثر وذلك نحو رغيف وجريب تقول أرغفة وأجربة وجربان ورغفان ، وقد يقولون الرّغف كما قالوا قضب الرّيحان.
__________________
(١١٠) الشاهد في جمعه أمة على إموان لأنها فعلة في الأصل حذفت لامها كما حذفت لام أخ وفعل مما يكسر على فعلان خرب وخربان وأخ وإخوان * يقول أنا ابن حرة فاذا ترامى بنو الاماء بالعار لم أعد فيهم ولا لحقنى من التعيير بهن ما لحقهم.