وإن دخلت على الفعل أهملت وجوبا ، والأكثر كون الفعل ماضيا ناسخا نحو (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ)(١)(وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ)(٢) ودونه أن يكون مضارعا ناسخا نحو (وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ)(٣) ويقاس على النّوعين اتفاقا ، ودون هذا أن يكون ماضيا غير ناسخ نحو قول عاتكة بنت زيد ترثي زوجها الزبير بن العوّام :
شلّت يمينك إن قتلت لمسلما |
|
حلّت عليه عقوبة المتعمّد |
ودون هذا أن يكون مضارعا غير ناسخ نحو قول بعضهم «إن يزينك لنفسك» ولا يقاس عليه إجماعا.
إن النّافية ـ هي بمعنى «ما» النّافية ، وتدخل على الجملة الاسميّة نحو (إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ)(٤) ـ وعلى الجملة الفعليّة نحو (إِنْ أَرَدْنا إِلَّا الْحُسْنى)(٥)(إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً)(٦) وقد تأتي بعدها «لمّا» بمعنى «إلّا» نحو (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ)(٧) وقد تأتي «إن» النافية بدونهما (٨) نحو (إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا)(٩)(وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ)(١٠).
وقد تعمل (١١) «إن» النّافية عمل ليس إذا دخلت على الجملة الاسمية ، فقد سمع نثرا ونظما ، فمن ذلك قولهم «إن أحد خيرا من أحد إلّا بالعافية» ومن الشعر قوله :
إن هو مستوليا على أحد |
|
إلّا على أضعف المجانين (١٢) |
وقوله :
إن المرء ميتا بانقضاء حياته |
|
ولكن بأن يبغى عليه فيخذلا (١٣) |
__________________
(١) الآية «١٤٣» البقرة (٢)
(٢) الآية «٧٣» الإسراء (١٧)
(٣) الآية «٥١» القلم (٦٨)
(٤) الآية «٢٠» الملك (٦٧)
(٥) الآية «١٠٨» التوبة (٩)
(٦) الآية «١١٦» النساء (٤)
(٧) الآية «٤» الطارق (٨٦)
(٨) أي بدون «إلا» و «لما».
(٩) الآية «٦٨» يونس (١٠)
(١٠) الآية «١٠٩» الأنبياء (٢١)
(١١) عند أكثر الكوفيين ، وبعض البصريين ، ومنعه جمهور البصريين والصحيح الإعمال.
(١٢) إن نافية عملت عمل ليس «هو» اسمها «مستوليا» خبرها.
(١٣) وظاهر أن المعنى : ليس المرء ميتا ، وفي البيت السابق : ليس هو مستوليا.