٩ ـ المشتغل يكون فعلا أو اسما :
كل ما مرّ من الاشتغال يتعلّق بالأفعال المشتغلة فيما بعدها عما قبلها ، أما الاسم فقد يشتغل بشروط ثلاثة :
(١) أن يكون وصفا.
(٢) عاملا.
(٣) صالحا للعمل فيما قبله نحو «الكتاب أنا قارئه الآن أو غدا» فيخرج بالشرط الأول اسم الفعل والمصدر نحو «محمد عليكه وأخوك احتراما إيّاه».
وبالشرط الثاني : الوصف للمضيّ لأنّه لا يعمل نحو «الباب أنا مصلحه أمس ، وبالثالث : الصفة المشبّهة نحو «وجه الأب محمد حسنه (١)».
١٠ ـ رابطة الاشتغال :
لا بدّ في صحة الاشتغال من رابطة بين العامل والاسم السابق. وتحصل «الرابطة» بضميره المتصل بالعامل ، نحو «بكرا أكرمته».
أو بضميره المنفصل من العامل بحرف جر نحو «عليّا مررت به»
أو باسم مضاف نحو «محمدا كلمت أخاه».
أو باسم أجنبيّ أتبع بتابع مشتمل على ضمير الاسم ، بشرط أن يكون التابع نعتا له نحو «خالدا استشرت رجلا يحبه».
أو عطفا بالواو نحو «محمدا علمته عمرا وأخاه».
أو عطف بيان نحو «خالدا كلمت عليّا صديقه» لا بدلا ، لأنه في نية تكرار العامل ، فتخلو الجملة الأولى من الرابط
أصبح ـ
(١) تأتي ناقصة من أخوات «كان» ، وهي تامة التصرّف وتستعمل ماضيا ، ومضارعا ، وأمرا ، ومصدرا ، نحو «أصبح محمد كريم الخلق» ، ولها مع «كان» أحكام أخرى (ـ كان وأخواتها).
__________________
(١) و «وجه» واجب رفعه بالابتداء ، وجملة «محمد حسنه» خبره ، ولا يجوز نصبهما لأن الصفة وهو «حسن» لا تعمل فيما قبلها ، وهذا التركيب وإن مثل به علماء النحو ، فهو بعيد عن فصاحة العربية ، وأصل التركيب : محمد حسن وجه الأب ، فجرب النحاة أن يقدموا معمول الحسن ويعيدوا عليه ضميره ليروا هل لا يزال يعمل فيه لفظ الحسن فقرروا أن الصفة المشبهة لا تعمل فيما قبلها فيتعين أن الاسم المتقدم هو مبتدأ ومن هنا جاء هذا التركيب.