ومنها : «حيث» نحو «حيث زيدا تلقاه فأكرمه» لأنّها تشبه أدوات الشرط فلا يليها في الغالب إلّا فعل ، فإن اقترنت ب «ما» صارت أداة شرط واختصّت بالفعل.
(ج) أن يقع الاسم بعد عاطف مسبوق بجملة فعلية ، وهو غير مفصول ب «أما» نحو «لقيت خليلا ، ومحمدا كلمته» ليكون من عطف الفعل على مثله ، وهو أنسب بخلاف «أصلحت الأرض وأما الشجر فسقيته» لأن «أمّا» تقطع ما بعدها عما قبلها فيختار الرّفع ، و «حتّى ولكن وبل» كالعاطف نحو «حدثت أهل المحفل حتّى الوزير حدّثته» «وما رأيت محمدا ولكن خالدا رأيت أخاه».
(د) أن يجاب به استفهام عن منصوب نحو خالدا استشرته» جوابا لمن سألك «من استشرت؟»
(ه) أن يكون النصب لا الرفع نصّا في المقصود نحو (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ)(١) إذ لو رفع «كلّ» لأوهم أن جملة خلقناه صفة لشيء ، و «بقدر» خبر عن كل (٢) ، ومن ثمّ وجب الرفع في قوله تعالى (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ)(٣) وأن الفعل صفة.
٧ ـ استواء الرّفع والنّصب :
يستوي الرفع والنّصب في الاسم المتقدم ، إذا وقع الاسم بعد عاطف تقدّمته جملة ذات وجهين (٤) بشرط أن يكون في الجملة المفسرة ضمير المبتدأ ، أو تكون معطوفة بالفاء نحو «عليّ سافر وخليلا أكرمته في داره» (٥) أو «فخليلا أكرمته» أو «خليل» بالنصب والرفع فيهما لحصول المشاكلة في كلا الوجهين.
٨ ـ رجحان الرفع على النّصب :
يترجّح الرفع على النصب في غير المواضع المتقدمة.
__________________
(١) الآية «٤٩» من القمر (٥٤).
(٢) فيوهم أن الذي يقدر هو الشيء الموصوف بخلق الله ، وأن هناك شيئا ليس مخلوقا له ، وهو خلاف الواقع ، وإنما لم يتوهم ذلك في النصب ، لأن «خلقناه» يتعين أن يكون مفسرا للعامل المحذوف لا صفة لشيء ، لأن الوصف لا يعمل فيما قبله ، فلا يفسر عاملا.
(٣) الآية «٥٢» من القمر (٥٤).
(٤) الجملة ذات الوجهين : هي جملة صدرها اسم ، وعجزها فعل كالأمثلة الواردة.
(٥) الهاء في داره تعود على المبتدأ وهو عليّ.