مفعول مطلق نحو (فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ)(١) ، ومنه : إضافتها إلى الظرف فتنصب على أنها مفعول فيه نحو «سرت كلّ اللّيل».
٣ ـ أوجه الإضافة فيها :
هي ثلاثة أيضا :
(الأوّل) أن تضاف إلى الظّاهر ، وحكمها : أن يعمل فيها جميع العوامل نحو «أكرمت كلّ أهل البلد».
(الثاني) أن تضاف إلى ضمير محذوف وحكمها كالتي قبلها ، وكلاهما يمتنع التّأكيد به كالآية قبلها (وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ) ، والتّقدير : وكل إنسان لأنّ التنوين فيها عوض عن المضاف إليه.
(الثالث) أن تضاف إلى ضمير ملفوظ به ، وحكمها أن تكون مؤكّدة ، فإن خرجت عن التّوكيد فالغالب أن لا يعمل فيها إلّا الابتداء نحو (وكلهم آتيه).
٤ ـ لفظ كل :
لفظ «كل» حكمه الإفراد والتّذكير ، ومعناه بحسب ما يضاف إليه ، فإن كانت مضافا إلى منكّر وجب مراعاة معناه (٢) ، فلذلك جاء الضّمير مفردا مذكرا في نحو (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ)(٣) ، وفي نحو قول كعب بن زهير :
كلّ ابن أنثى وإن طالت سلامته |
|
يوما على آلة حدباء محمول |
وجاء مفردا مؤنثا في قوله تعالى
__________________
(١) الآية «١٢٨» النساء (٤).
(٢) يقول ابن هشام : وهذا نص عليه ابن مالك ورواه أبو حيان يقول عنترة :
جادت عليه كل عين ثرة |
|
فتركن كل حديقة كالدرهم |
فقال : «تركن» ولم يقل : تركت ، فدل على جواز «كل رجل قائم ، وقائمون».
يقول ابن هشام : والذي يظهر لي خلاف قولهما ، وأن المضاف إلى المفرد إن أريد نسبة الحكم إلى كل واحد وجب الإفراد نحو «كل رجل يشبعه رغيف» أو إلى المجموع وجب الجمع كبيت عنترة فإن المراد أن كل فرد من الأعين جاد ، وأن مجموع الأعين تركن.
والثرة : الغزيرة ، وأراد بالحديقة : دائرة الماء تبقى في الأرض بعد المطر.
(٣) الآية «٥٢» القمر (٥٤).