قوله تعالى : (وَإِقامَ الصَّلاةِ) [الأنبياء : ٧٣].
وتقول (١) في
إلحاق الضمائر : وعد وعدا وعدوا ... إلخ ، ويجوز في : «وعدت» إدغام الدال (٢) في
التاء لقرب مخرجهما.
المستقبل منه :
يعد ... إلخ ، وأصله : يوعد ، فحذفت الواو لأنه يلزم الخروج من الكسرة التقديريّة
إلى الضمّة التقديريّة ، ومن الضمة التقديريّة (٣) إلى الكسرة التحقيقيّة (٤) ،
______________________________________________________
(١) لما فرغ عن
بيان أحكام المثال نظرا إلى نفس الصيغة مع قطع النظر إلى اتصال الضمير به ، شرع في
بيان أحكام المثال إذا اتصل به الضمائر مستكنة كانت أو بارزة فقال : وتقول ...
إلخ.
اه خ.
(٢) بعد قلب
الدال تاء كما قالوا في أخذت أختّ بإبدال الذال تاء وإدغامها فيها وهو الأكثر كذا
في الصحاح ، ويحتمل أن يكون المراد بالعكس أي : قلب التاء دالا وإدغام الدال في
الدال كما هو مذهب بعض العرب ، فإنهم يقلبون تاء المتكلم والمخاطب التي هي ضمير
الفاعل في فعلت وفعلت إلى ما قبلها إذا كان الطاء المهملة أو الزاي المعجمة أو
الدال المهملة ، ثم أدغموا الأولى في الثّانية ، وإنما فعلوا ذلك تشبيها هذه التاء
بتاء الافتعال من حيث اتصلت بما قبلها وما قبلها ساكن ، كما أسكنت الفاء في افتعل
، ولم يمكن فصلها من الفعل فصارت مثل كلمة واحدة فأشبهت بتاء الافتعال ، فقالوا :
في حبطت حبطّ ، وفي فزت فزّ ، وفي وعدت وعدّ بقلب التاء إلى ما قبلها كما في ازّان
، قال بعض المحققين : هذا القلب والإدغام شاذ رديء ، قال سيبويه : أعرب اللغتين
وأجودهما ؛ أن لا تقلب تاء الضمير ؛ لأن التاء علامة إضمار إنما جاءت لمعنى وليست
تلزم الفعل ، ألا ترى أنك إذا أضمرت غائبا قلت : فعل ، ولم يكن فيه تاء ، والتاء
في افتعل ليست كذلك ولكنها دخلت زيادة لا تفارقه وتاء الإضمار بمنزلة المنفصل.
اه ابن كمال.
(٣) قوله : (من
الكسرة التقديرية) فإن قلت : لم فتحت الهاء بعد حذف الواو في يهب ولم يفتح في يعد
مع أن العين والهاء من مخرج واحد وهو الحلق؟.
قلت : هذا
موقوف على السماع فلا يقاس عليه غيره. اه مولوي.
(٤) قوله : (التحقيقية)
أي : التحقيقية اللازمة ، فلا يرد ما يقال : إن هذا منقوض بقوله تعالى : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) [الفاتحة : ٤] ؛ إذ فيه لزوم الخروج من الكسرة التقديرية إلى الكسرة
التحقيقية ، ومع هذا لم تحذف الواو ثمة ؛ لعدم لزوم الكسرة هنا إذ قرئ بالضم أيضا
كما في قوله تعالى : (أَيَّانَ يَوْمُ
الدِّينِ) [الذاريات : ١٢] تأمل. اه صوفي صاحب.