الباب السادس :
في الناقص (١)
ويقال له : «ناقص» لنقصانه (٢) في الآخر ، وذو الأربعة أيضا ؛ لأنه يصير على أربعة أحرف في الإخبار عن نفسك ، نحو : رميت.
وهو لا يجيء من باب : فعل يفعل.
______________________________________________________
(١) قوله : (في النّاقص) قيل : هو في استعمال علماء هذا الفن عبارة عما كان في آخره حرف علّة ، ويرد عليه اللفيف مقرونا كان أو مفروقا مثل طوى ووقى ؛ لأنه يصح أن يقال : ما كان في آخره حرف علّة ، مع أنه لا يقال في استعمالهم أنه ناقص ، فالأولى أن يقال : ما كان في آخره حرف علّة وكان غير لفيف. اه فلاح شرح مراح.
(٢) قوله : (لنقصانه في الآخر) بسقوط حرف العلّة من آخره حالة الجزم نحو لم يغز ولم يرم ولم يخش ، وقيل : لسقوط الحركة من آخره حالة الرفع نحو يغزو ويرمي ويخشى ، ولا يبعد أن يقال : معنى قوله : لنقصانه في الآخر ، لنقصانه من الحرف الصحيح في الآخر ، كما يقال في الأجوف ، يقال له : أجوف لخلو جوفه من الحرف الصحيح ، يعني أنه لما كان لحرف العلّة نقصان بالنسبة إلى الحرف الصحيح ؛ لعدم ثباتها على حالها ؛ لأنها تارة تعل بالحذف نحو قاض ورام ، وتارة تحذف بالجزم نحو لم يغز ولم يرم ، نزلوا وجودها منزلة عدمها فسموا ما كان في آخره حرف علّة ناقصا ، سواء ثبتت تلك الحروف أو سقطت.
فإن قيل : فعلى ما ذكرتم من سبب تسمية النّاقص ناقصا يلزم أن يسمى اللفيف ناقصا ؛ لنقصانه بسقوط حرف علة من آخره حالة الجزم ، وبسقوط الحركة حالة الرفع ، ولذلك يقال :
حكم لام اللفيف كحكم لام النّاقص لنقصانه من الحرف الصحيح في الآخر؟.
أجيب : إن تسمية الشيء بالشيء لا يقتضي اختصاصه به.
وهذا معنى قولهم : إن وجه التسمية لا يوجب الاطراد ، وبهذا الجواب يندفع أيضا ما سيورد على قوله : وذو الأربعة ؛ لأنه يصير على أربعة أحرف في الإخبار عن نفسك من أن ما ذكرتم يقتضي أن يسمى الفعل الصحيح والمضاعف واللفيف بذوات الأربعة ؛ لكون ماضيها على أربعة أحرف عند الإخبار عن نفسك نحو ضربت ومددت وطويت. اه ابن كمال.