فصل :
في اسم الآلة (١)
وهو اسم مشتقّ
من : «يفعل» للآلة (٢) ، أي لما يعالج به.
وصيغته : مفعل
، نحو : مضرب (٣) ، ومن ثمّ قال الصرفيّون :
______________________________________________________
المفعل
للموضع ، والمفعل للآلة ،
|
|
والفعلة
للمرّة ، والفعلة للحالة (٤)
|
(١) اعلم أن
اسم الآلة إنما يجيء في المتعدي من الثلاثي المجرد ولا يجيء من الفعل اللازم وغير
الثلاثي المجرد ، أمّا وجه عدم مجيئها في الأول فلأنها واسطة بين الفاعل والمفعول
به ؛ لوصول أثره إليه ولا مفعول هناك ، وأمّا في الثّاني فلما مر في اسم التفضيل
فتذكر. اه مولوي غلام رباني رحمهالله.
(٢) قوله : (للآلة)
أي : ليدل على الآلة اللغوية للفعل ، وهي ما يستعان به في الفعل كالقلم للكتابة
فكأنّه قال : اسم مشتق من يفعل لما يستعان به في ذلك الفعل فكان تعريف الآلة
الاصطلاحية بالآلة اللغوية.
فلا يتوجه أن
يقال : إن تعريف اسم الآلة بالآلة دوري لتوقف معرفة اسم الآلة على معرفة الآلة
حينئذ ، وقد يطلق اسم الآلة على ما يفعل فيه كالمحلب بكسر الميم : وهو الإناء الذي
يحلب فيه اللبن. اه ابن كمال باشا رومي رحمهالله تعالى.
(٣) اعلم أن
اسم الآلة من الثلاثي الذي فيه علاج وانفعال يأتي على مفعل كمنصر ، ومفعال كمفتاح
، ومفعلة كمكسحة ، فالأولان قياسيان ، والثّالث سماعي ، والمصنف لم يذكر هذا الوزن
السماعي لعدم اطلاعه ، وفصل الثّاني عن الأول لعدم شهرته بالنسبة إلى الأول ، فكأن
صيغة الآلة منحصرة عنده في مفعل ومن ثم قال الصّرفيون : المفعل للموضع. اه شمس
الدين رحمهالله.
(٤) قوله : (للحالة)
أي : لبناء النوع وإنما عبروا عن النوع بالحالة ؛ لأن المراد بالنوع الحالة التي
عليها الفاعل عند الفعل تقول : هو حسن الركبة إذا ركب وكان ركوبه حسنا ، يعني أن
ذلك عادته في الركوب ، وتقول : هو حسن الطعمة ، أي : إن ذلك لما كان موجودا منه
صار ـ