وضحكة (١) ، ومجذامة (٢) ، ومسقام (٣) ، ومعطير (٤) ، ويستوي المذكر والمؤنث في التسعة (٥) الأخيرة لقلّتهنّ.
أما قولهم (٦) : «مسكينة» فمحمول على : فقيرة (*) ، كما قالوا (٧) : هي عدوّة
______________________________________________________
أحدهما : أنه إذا أريد إدخال الهاء للمبالغة جردت الصيغة من معنى المبالغة فأدخل الهاء.
والثّاني : أن معنى المبالغة لا يكون له حد معين ، فإذا كانت الصيغة للمبالغة وجدت فيها أصل المبالغة ، فإذا أدخل هاء المبالغة عليها زاد المبالغة فيها فيكون الهاء لزيادة المبالغة وهي منها. اه ابن كمال رحمهالله.
(١) منها فعلة بضم الفاء وفتح العين أو سكونه نحو ضحكة. اه ف.
(٢) أي : كثير القطع وهاؤها للمبالغة كما في فروقة. اه ف.
(٣) منها مفعال بكسر الميم وسكون الفاء نحو مسقام أي : كثير السقم ، وهذا البناء للآلة أيضا نحو مفتاح ومقراض كما سيجيء. اه ف.
(٤) منها مفعيل بكسر الميم والعين وسكون الفاء نحو معطير أي : كثير العطر أي : الطيب ، والستة الأخيرة كلها من الباب الرابع. اه ف.
(٥) قوله : (في التسعة ... إلخ) وهي من قوله : علامة إلى معطير ، فيقال : رجل علامة ومعطير فالتاء وعدمه سيّان معنى وإن كان للتأنيث لفظا ، وقس عليهما الباقية. اه فلاح.
(٦) قوله : (أمّا قولهم ... إلخ) ولما توجه أن يقال : إن مسكين لا يستوي فيه المذكر والمؤنث ، بل يقال : امرأة مسكينة مع أنه بوزن معطير ، أجاب بقوله : وأمّا قولهم : مسكينة ... إلخ ، يعني أن فعيلا إذا كان بمعنى الفاعل يفرق بين مذكره ومؤنثه بالتاء كما مر ، وفقير فعيل بمعنى الفاعل فيكون مؤنثه بالتاء ومسكين وإن كان بوزن معطير لكنه نظير لفقير بحسب المعنى فحمله عليه في الفرق بالتاء ، فكما يقال : امرأة فقيرة ، يقال : امرأة مسكينة ، وقد يستعمل على القياس المذكور فيقال : امرأة مسكين كذا في مختار الصحاح. اه فلاح.
(*) الفقير من له أدنى شيء والمسكين من لا شيء له ، وقيل : بالعكس ، وقيل : هما من لا شيء له فعلى التفسيرين الأوّلين بينهما تضاد ومن عاداتهم حمل الضد على الضد ، وعلى التفسير الثّاني بينهما مساواة. اه.
(٧) قوله : (كما قالوا هي ... إلخ) لعل الغرض من هذا التشبيه ، إمّا تنوير جواز حمل أحد الضدين على الآخر كما في الحنفية ، وإمّا دفع ما يتجه بحمل مسكينة على فقيرة بأن وزن مسكين مفعيل للمبالغة ، وفقير فعيل لاسم الفاعل بدونها يدل عليه قول المصنف فيما سبق : ويجيء الفاعل على فعيل ، فإذا حمل مسكينة التي هي مؤنث مسكين على فقيرة تأنيث الفقير ، فقد أبطل ما هو المقصود من وزنه وهو المفعيل وذا ليس بمستحسن ، بما توضيحه أن ما يتجه مقتضى القياس والحمل المسطور قد وجد في الكلام الفصيح فلا يعارضه تدبر اه لمحرره.