من ذات
النّحيين ، لتفضيل المفعول ، وهو أعطاهم (١) وأولاهم ، من الزوائد ، وأحمق (٢) من
هبنّقة (٣) ، من العيوب شاذ.
ويجيء الفاعل (٤)
على : «فعيل» نحو : نصير ، وقد يستوي (٥) فيه المذكر والمؤنث لكن لا مطلقا ، بل
إذا (٦) كان بمعنى المفعول ، نحو : قتيل ، وجريح ،
______________________________________________________
نفسها لحفظها
في النحيين وشغلها على سمن ، فلما قام وفرغ عنها قالت : لا هناك ، فهرب خوات فضرب
بها المثل فيمن شغل ببلاء يصعب دفعه ، أي : وقع فيه. اه
(١) أصله أعطى
فزيدت همزة التفضيل فاجتمعت الهمزتان فحذفت إحداهما وهذا على خلاف القياس ولكنه
جائز عند سيبويه في جميع الأفعال التي ماضيها على وزن أفعل ؛ لأنه ليس فيه إلا حذف
إحدى الهمزتين وهو جائز كما تقول في مضارع متكلم : أفعل نحو أكرم أصله أأكرم
للمتكلم ، والثّانية هي المزيدة فحذفت الثّانية ، وقال الأخفش : هذا سماعي لا يجوز
إلا ما جاء من العرب. اه عبد الحكيم.
(٢) قوله : (وأحمق
... إلخ) فإن قلت : لم حكمت أن أحمق ههنا لتفضيل الفاعل فلم لا يجوز أن يكون صفة
مشبهة؟. قلت : استعماله بمن يدل على أنه للتفضيل. اه فلاح.
(٣) قوله : (هبنقة)
قصته أن ذلك لقب رجل يقال له : ذو الودعات ، واسمه يزيد بن شروان جد بني قيس بن
ثعلبة وكان يضرب به المثل في الحمق ، ومن جملة حمقه أنه علق بعنقه قلادة من ودعات
أي : خرزات مختلفة الألوان فقيل له : لم علقت هذه بعنقك ، قال : لأعرف نفسي من بين
الناس ، فسرقها أخوه منه وعلقها بعنقه ، فلما أصبح ورأى أخاه قد علق تلك القلادة
بعنقه فضحك وقال : يا أخي أنت أنا ، فمن أنا. اه مولوي عبد الحكيم.
(٤) ولما فرغ
من بيان صيغة الفاعل القياسي مع ما يتعلق به من الصفة المشبهة وأفعل التفضيل شرع
في الفاعل الغير القياسي فقال : ويجيء ... إلخ. اه ف.
(٥) قوله : (قد
يستوي ... إلخ) ما دام جاريا على الموصوف بوقوعه صفة أو حالا أو خبرا أو مفعولا
ثانيا ، وأما إذا قطع عن موصوفه فإنه يفرق بين المذكر والمؤنث بالتاء يقال : مررت
بقتيل بني فلان وبقتيلة فلان. اه مولوي رحمه ربه.
(٦) وإذا كان
بمعنى فاعل يفرق بالتاء نحو كريم وكريمة ؛ وذلك لأن فعيلا بمعنى فاعل أقرب إلى
الفعل من فعيل بمعنى مفعول في الرتبة ؛ لأن الفاعل كالجزء من الفعل ، فكذا في
الاستعمال ، والفعل يذكر إذا كان الفاعل مذكرا ويؤنث إذا كان مؤنثا بخلاف المفعول
فإنه فضلة لا يوافق الفعل.
فإن قلت : كلمة
إذا للشرط فأين جزاؤه؟.
قلت : جزاؤه
محذوف والدليل عليه قوله : ويستوي ... إلخ أو يقال : كلمة الشرط إذا ـ