وبعد عصر الصادق عليه السلام ، سار على نهجه الأئمة من ولده في تحريك العواطف ، وتحفيز الهمم ، وتوفر الدواعي إلى السجود على تربة الحسين عليهالسلام ، وبيان تضاعف الأجر والثواب في التبرك بها والمواظبة عليها ، حتى إنتشر ذلك بين الشيعة في بلادهم مع عظيم الإهتمام بها ، فلم يمضِ على زمن الصادق عليهالسلام قرن من الزمن ؛ حتى صارت الشيعة تصنعها ألواحاً وتضعها في جيوبها كما هو المتعارف اليوم .
فيظهر أن صنع التربة ألواحاً ـ كما هو المتعارف اليوم ـ كان في وسط القرن الثالث الهجري ؛ أي حدود المائتين وخمسين هجرية ، أي في الغيبة الصغرى ، كما هو المستفاد من الخبر التالي :
عن محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري : عن صاحب الزمان عليهالسلام : ( أنه كتب إليه يسأله عن السجدة على لوح من طين القبر ، هل فيه فضل ؟ فأجاب يجوز ذلك وفيه الفضل ) (١٤٦) .
وخلاصة الدليل ؛ أي الإقتداء بأهل البيت عليهمالسلام في السجود على تربة الحسين عليهالسلام ، أن المستفاد من الروايات المتقدمة ، من سجود الإمام زين العابدين عليهالسلام ومن جاء بعده من الأئمة ، خير شاهد ودليل على إلتزام الشيعة الإمامية بذلك ، وهل في ذلك إشكال ؟ بعد أن أوصانا الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بالتمسك والإقتداء بهم كما في حديث الثقلين المشهور بين المسلمين ، عن زيد بن أرقم : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي
__________________________
(١٤٦) ـ الحر العاملي ، الشيخ محمد بن حسن : وسائل الشيعة ، ج ٣ / ٦٠٨ ( باب ١٦ من أبواب ما يسجد عليه ، حديث ٩ ) .