ويستفاد من كلمات بعض الفقهاء : « وتحنيكه بتربة الحسين عليهالسلام وبماء الفرات وهو النهر المعروف للنصوص ... ( ومع عدمه ) أي ماء الفرات ، وما ذكروه من مطلق الماء الفرات بعد تعذر ماء الفرات لم نقف على نص ، ولا بأس بمتابعتهم حيث يتعذر ماء السماء فيحنك به مسامحة في أدلة السنن ، ( وإنْ لم يوجد ) الماء الفرات ولا غيره ـ ( إلا ماء مالح خلط بالعسل أو التمر ) لورود التحنيك بكل منهما » (٣٤٤) .
ثانياً ـ ما هي أسبابه ؟
لعلّ أهم أسبابه ودواعيه ، ترجع إلى الأمور التالية :
الأول ـ ما صنعه الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بأهل بيته وأبناء المسلمين :
وردت كثير من المرويات في الكتب الإسلامية التي تذكر أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قام بتحنيك أطفال أهل بيته والمسلمين ، نذكر منها الآتي :
١ ـ في حديث ولادة الحسن بن علي « وألباه بريقه » أي صبّ في فيه ، كما يُصبّ اللَّبأ في فم الصبي ، وهو أول ما يحلب عند الولادة (٣٤٥) .
وفي لفظ ابن كثير : « فَحَنّكَه رسول الله بريقه وسماه » (٣٤٦) .
٢ ـ لما ولد إبراهيم بن أبي موسى الأشعري ، أتى به أبوه إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ فَسَمّاه إبراهيم ، وحنكه بتمرة ، وكان أكبر ولده (٣٤٧) .
٣ ـ وعن أنس ، أنّ أم سليم ولدت غلاماً ، قال : فقال لي أبو طلحة : إحفظه حتى يأتي به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فأتاه به وأرسلت معه بتمرات ، فأخذها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________________
(٣٤٤) ـ الطباطبائي ، السيد علي : رياض المسائل ، ج ٧ / ٢٢٩ .
(٣٤٥) ـ ابن الأثير ، مجدالدين : المبارك بن محمد : النهاية في غريب الحديث ، ج ٤ / ٢٢
(٣٤٦) ـ ابن كثير ، عماد الدين ، إسماعيل بن عمر : البداية والنهاية ، ج ٨ / ٣٣ .
(٣٤٧) ـ البخاري ، الحافظ محمد بن إسماعيل : صحيح البخاري ، ج ٧ / ١٠٨ ، وج ٨ / ٥٤ .