والذي يبدو للباحث الفقهي ، أنّ هذا من المُسَلّمَات عند المسلمين ، فقد ورد شبيه هذا العمل عند الشيعة الإمامية ، كما أشار إلى ذلك المحقق السيد بحر العلوم في منظومته :
وسُنَّ للميت جريدتان |
|
من سعف النخل جديدتانِ |
فالسدر فالخلاف فالرمانِ |
|
وبعدها رطب من القضبان |
نحو الذراع طول كلٍ والمحلْ |
|
تُرْقُوة الميت وانزل ما نزلْ (٣٣٤) |
ب ـ لباس النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أمان من عذاب القبر :
فقد وردت الروايات في ذلك في كتب الطوائف الإسلامية كالتالي :
١ ـ ( لما ماتت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، ألبسها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قميصه وإضجع في قبرها فقالوا : ما رأينا صنعت ما صنعت بهذه ؟ فقال : إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبَرّ لي منها ، إنما ألبستها قميصي لتكتسي من حلل الجنة ، وإضطجعت ليهون عليها ) . هذا مضمون ما روته الكتب الإسلامية فراجع (٣٣٥) .
٢ ـ وأيضاً صنع شبيه ذلك بصحابته أمثال عبد الله بن ابَيّ ، كما في رواية جابر بن عبد الله الأنصاري ـ رضي الله عنهما ـ قال : ( أتى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عبدالله بن أبيّ بعدما أدخل قبره ، فأمر به فأخرج ووضع على ركبتيه ، ونفث عليه من ريقه ، وألبسه قميصه ) (٣٣٦) .
__________________________
(٣٣٤) ـ بحر العلوم ، السيد محمد مهدي : الدرة النجفية / ٧٦
(٣٣٥) ـ ابن الجوزي ، جمال الدين أبي الفرج : صفوة الصفوة ، ج ٢ / ٥٤ .
ـ السمهودي ، السيد نور الدين علي : وفاء الوفاء ، ج ٣ / ٨٩٧ ـ ٨٩٨ .
ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار / ج ٦ / ٢٣٢ .
(٣٣٦) ـ البخاري ، الحافظ محمد بن إسماعيل : صحيح البخاري ، ج ٢ / ١١٦ ، وج ٧ / ١٨٥ .
ـ البيهقي ، أحمد بن الحسين بن علي : السنن الكبرى ، ج ٣ / ٤٠٢ .