من الأسئلة التي تثار حول الشيعة الإمامية السؤال التالي :
س / المعروف لدى علماء المذاهب الإسلامية الأربعة ؛ أنّ أكل الطين محرم ؛ فلماذا الشيعة الإمامية تخالفهم في ذلك بأكلها طين وتراب قبر الحسين عليهالسلام ؟
ج / صحيح أنّ المذاهب الإسلامية الأربعة تذهب إلى حرمة أكل الطين ، وكذلك الشيعة الإمامية تذهب إلى ذلك ، وإليك آراء الجميع كالتالي :
١ ـ ذهب الأحناف : ـ كما ذكر ابن عابدين ـ : وأيضاً ضبط أهل الفقه حرمة التناول ؛ إما بالإسكار كالبنج ، وإما بالإضرار بالبدن كالتراب والترياق ، أو بالإستقذار كالمخاط والبزاق ، وهذا كله فيما كان طاهراً . فالقاعدة عندهم أن الجمادات ما عدا المسكرات فإنها تبني أحكامها على ثبوت الإضرار على الغالب ، وإذا تحقق الضرر على شخص بعينه ؛ كان محظوراً عليه دون سواه ؛ لأنه لا يلزم من إضراره بالبعض أن يكون مضراً بالآخرين (٢١٣) .
٢ ـ ذهب الحنابلة : إلى حرمة أكل ما من شأنه الضرر كالتراب والفحم والطين ، وكذلك السم ، وهذا أخطر ؛ لأنه يؤذي إلى القتل غالباً . والأصل عندهم كما عند غيرهم : أنّ الأصل في الطاهرات الحل بشرط ألا يكون ضاراً (٢١٤) .
٣ ـ ذهب المالكية : إلى حرمة تعاطي أي شيء يغطي العقل من النبات وغير النبات ، وكذلك إذا كان يضر به أو بالبدن . وفي القوانين : جميع
__________________________
(٢١٣) ـ ابن عابدين ، محمد أمين بن عمر : الحاشية ، ج ٢ / ٣٣٣ .
(٢١٤) ـ ابن قدامه ، عبد الله بن أحمد : المغني ، ج ٨ / ٨١١ .