بذلك ، وكان علمهم بذلك من قبل الله تعالى على سبيل المعجزة لهم والبرهان ؛ لتخصيصهم به وخَرْق العادة بمعناه ، فظن قوم أنّ ذلك الإستعمال ، إذا حصل مع مادة المرض ؛ نفع ، فغلطوا فيه وإستضروا به ( فيه ) » (١٩٥) .
« وفي مقدمة مخطوط كتاب ( المنهج السوي والمنهل الروي في الطب النبوي ) للحافظ السيوطي : فائدة ـ قال الخطابي : إعلم أنّ الطب على نوعين : الطب القياسي : وهو طب اليونان الذي يُستعمل في أكثر البلاد ، وطب العرب والهند : وهو طب التجارب ، وأكثر ما وصفه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إنما هو على مذهب العرب إلا ما خص به من العلم النبوي من طريق الوحي ، فإنّ ذلك يخرق كل ما تدركه الأطباء وتعرفه الحكماء ، وكل ما فعله أو قاله في أعلى درجات الصواب عصمه الله أنْ يقول إلا صدقاً ، وأنْ يفعل إلا حقاً » (١٩٦) .
يقول ابن خلدون : « وللبادية من أهل العمران طب يبنونه في غالب الأمر على تجربة قاصرة على بعض الأشخاص ، متوارثاً عن مشايخ الحي وعجائزه ، وربما يصحُ منه البعض ، إلا أنه ليس على قانون طبيعي ، ولا على موافقة المزاج . وكان عند العرب من هذا الطب كثير ، وكان فيهم أطباء معروفون ، كالحارث بن كلدة وغيره . والطب المنقول في الشرعيات من هذا القبيل ، وليس من الوحي في شيء ، وإنما هو أمر كان عادياً للعرب ، ووقع في
__________________________
(١٩٥) ـ المفيد ، الشيخ محمد بن محمد بن النعمان : شرح عقائد الصدوق / ١٢١ ـ ١٢٢ .
(١٩٦) ـ النسيمي ، الدكتور محمود ناظم : الطب النبوي والعلم الحديث ، ج ٣ / ٤١ .