قال : « إعتقادنا في الأخبار الواردة في الطب أنها على وجوه : منها ما قيل على هواء مكة والمدينة ، فلا يجوز إستعماله في سائر الأهوية . ومنها ما أخبر به العالم ـ الإمام ـ على ما عرف من طبع السائل ولم يعتبر بوصفة ؛ إذ كان أعرف بطبعه منه . ومنها ما دَلّسَهُ المخالفون في الكتب ؛ لتقبيح صورة المذهب عند الناس . ومنها ما وقع فيه سهو من ناقله . ومنها ما حُفِظَ بعضه ونُسِيَ بعضه .
وما روي في العسل أنّه شفاء من كل داء ، فهو صحيح ، ومعناه شفاء من كل داء بارد . وما ورد في الإستنجاء بالماء البارد لصاحب البواسير ، فإنّ ذلك إذا كان بواسير من الحرارة . وما روي في الباذنجان من الشفاء ؛ فإنّه في وقت إدراك الرطب لمن يأكل الرطب دون غيره من سائر الأوقات ، فأدوية العلل الصحيحة عن الأئمة عليهمالسلام ؛ هي الأدعية وآيات القرآن وسوره على حسب ما وردت به الآثار ، بالأسانيد القوية والطرق الصحيحة » (١٩٤) .
قال : « والأخبار الواردة عن الصادق ( الصادقين ) مُفَسّرة بقول أمير المؤمنين عليهالسلام : ( المعدة بيت الأدواء ( الداء ) ، والحمية رأس الدواء ، وعُوِّد كل بدن ما إعتاده .
وكان الصادقون عليهالسلام يأمرون بعض أصحاب الأمراض باستعمال ما يَضُرّ بمن كان به المرض فلا يضره ، وذلك لعلمهم عليهمالسلام بانقطاع سبب المرض ، فإذا إستعمل الإنسان ما يستعمله ؛ كان مستعملاً له مع الصحة من حيث لا يشعر
__________________________
(١٩٤) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٥٩ / ٧٤ .