يستحقّ الذكر .
نعم لا اُغمض أنّ البعض دوّن عن بعضهم ولم يغفل أن يسجل
اسمه في كتابه ، فكتب عن الشيخ فلان : وكان من أهل الفضيلة عالماً فاضلاً . وكتب عن آخر : الشيخ فلان من أعلام الشعر وله شعر كثير . ولكنه تناسى أن يكتب عن ذاك بذكر شيء من مؤلّفاته ، كما تناسى في هذا أن يذكر شيئاً من شعره .
( وعلى سنن من مضى درج من أتى بعده ، والحقيقة غير هذا ،
فهناك العشرات ممّن ساهم في حمل الرسالة العلمية ، وهناك العشرات ممّن ساهم في الأدب وخلّد له الزمن من شعره مهما أغفله كتّاب العصر ) .
وممّا يؤيّد هذا الرأي أنّه صدر قبل فترة ديوان باسم « ديوان
هجر » ، جمع فيه صاحبه أشعار جماعة من شعراء الأحساء ، وهي خطوة حسنة ، وكنت أظنّ أنّ هذا الديوان سيحتضن بين دفّتيه قصائد وأشعاراً لبعض هؤلاء الشعراء المنسيّين ـ على
الأقل ـ ضمن من تصدّى لنشر شعرهم في هذا الديوان ، ولكن يظهر أنّ العامل المذهبي عند جامع الديوان كان قد أثّر عليه فأسقط من حسابه أن يعنی بنشر شعر هؤلاء
الشعراء ، أو ذكرهم ولو ببعض ما يدلّ على وجودهم كشعراء يعيشون في هذه المنطقة ، ولكنّ شيئاً من هذا لم يحصل .
وهذا العامل في إغفال هذا النوع من الشعراء كان قد تأثّر
به غير واحدٍ من كتّاب الأدب واصحاب المعاجم ، فالمعروف عن صاحب كتاب « نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب » أنّه أهمل الكثير من الشعراء الّذين عرفوا بموالاتهم لأهل
البيت عليهم السلام ، وهكذا الحال بالنسبة لصاحب « الذخيرة » العماد الإصفهاني ، فقد أسقط هو الآخر من حسابه مجموعة من هؤلاء الشعراء ، وعلى هذه الوتيرة مضى الثعالبي في « اليتيمة » ، والميداني في « معجم الاُدباء » ، وسنتناول هذا الموضوع بالتفصيل
في مقدّمة كتابنا « معجم شعراء الحسين عليه السلام » .
والذي نحن بصدده الآن هو ضياع هذا الأدب لمدينة الأحساء
، ونسيانه .
وتتلخّص الأسباب بما يلي :
____________________________