قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    أصحاب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام والرّواة عنه [ ج ١ ]

    أصحاب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام والرّواة عنه

    أصحاب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام والرّواة عنه [ ج ١ ]

    تحمیل

    أصحاب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام والرّواة عنه [ ج ١ ]

    30/356
    *

    هذا في مؤلفاتهم ، الكثير من رواة الشيعة الذين حدثوا عن أئمتهم عليهم السلام ، سواء في ذلك الشيعة والسنّة ، بصورة عامة ... أما كتب رجال الشيعة فإنّ الرواة من الجانبين : العامة ، والخاصة ، دونت فيها من غير قدح وجرح لأنّ نظرتهم بالنسبة للراوي كانت بمنظار الواقع والحقيقة ، بعيدا عن رواسب التعصب الأعمى ، والانحياز الطائفي ، فإذا ما ذكروا محدّثا من السنة ، وكانت شروط الصحة والتوثيق متوفرة فيه ، تلقوه بالقبول والثناء ... كما أنّهم إذا ذكروا راويا شيعيا ، ولم تتوفّر لديه الشروط ، عبّروا عنه بمجهول الحال ، أو الضعيف وغيره ، فهم يأخذون الرواة مهما كان اتجاههم وميلهم وعقيدتهم بمقياس العقل والواقع وبمنطق الحقيقة والإدراك والتفهم.

    أما رجال الحديث والدراية من السنة ، فكانت سيرتهم عكس ما سارت عليه رجال الحديث من الشيعة ، فلم يكن نصيب رواة الشيعة منهم أقل من نصيب الأئمة الطاهرة عليهم السلام ، أنفسهم من القدح ، والجرح ، والتنكيل ، والتشنيع ، والنقد ، ورميهم بالمناكير ، والغلو ، والتشيع ، وأخيرا ضربهم عرض الجدار بصورة باتة ... فلو سبرت كتب الرجال ، ودققت البحث في محتوياتها يتضح ذلك بوضوح ، سيّما مؤلفات نفر من المتطفلين على علم الرجال والدراية ، والذين يعتبرون في الرعيل الأول من أئمة الرجال ، فيتناولون أئمة الشيعة الاثنى عشرية ، بالقدح والذمّ ، فكيف الحال بالنسبة إلى الرواة منهم ، من غير ذكر أي دليل علمي على ذلك ، كما هو شأن دعاة السوء ، فذهب عليهم أو تجاهلوا أنّ التعصب البغيض وتباين العقيدة لا مكان له من العلم ، ولا يفسد الواقع والحقيقة ، ولا يمكن له التسرب إلى أعماق العلم ، لأنّ الأئمة الاثنى عشر عليهم السلام ، أو الرواة من الصحابة والتابعين ، بمثابة أسرة واحدة ، يتناصرون في خدمة شرع الله سبحانه ، يستفيد هذا مما عند ذاك ، وذاك مما عند هذا ، حتّى تطور ونضج الفقه الإسلامي ، والشريعة الإلهية على أيديهم تمام النضج ، بانصرافهم كل الانصراف إلى استقصاء ما ورد في السنة ، قبل أن يدخلها الدخيل بعد القرون الفاضلة. وبإقبالهم أشد إقبال على تفهم ما في كتاب الله ، وسنة رسوله ، من المعاني السامية ، والقيم النبيلة ، والغايات البعيدة ، قبل أن تحدث في اللغة أطوار تبعدها عن المعاني التي كانت تفهم