صروحا وهياكل ، ونفخت باسمهم المزامير ، وطبّلت بذكرهم الطبول ، وانتحلوا لهم المآثر والمفاخر وأضاف إليهم الثناء والمدح ، في غير وزن ... كما قذف رواة ورجال أمير المؤمنين (عليه السلام) ، بكل شناعة ، واتهمهم بكل وقيعة ، ورماهم بكل نكير ، كما سنحدثك عنهم في الفصل القادم ، لذلك تضاربت الآراء وتباينت الأقوال ، واختلفت الأقاويل ، من المؤرخين حول عدد أصحاب ، ورواة عليّ (عليه السلام) ... وإليك ما جاء في المراجع التأريخية بهذا الشأن :
قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري : كتب إليّ السري ، عن شعيب ، عن سيف ، عن محمد ، وطلحة ، قالا : كان قتلى الجمل حول الجمل عشرة آلاف ، نصفهم من أصحاب عليّ ، ونصفهم من أصحاب عائشة ، من الأزد ألفان ، ومن سائر اليمن خمسمائة ، ومن مضر ألفان ، وخمسمائة من قيس ، وخمسمائة من تميم ، وألف من بني ضبة ، وخمسمائة من بكر بن وائل. وقيل : قتل من أهل البصرة في المعركة الأولى ، خمسة آلاف وقتل من أهل البصرة في المعركة الثانية ، خمسة آلاف فذلك عشرة آلاف قتيل من أهل البصرة ، ومن أهل الكوفة خمسة آلاف. قالا : وقتل من بني عدي ، يومئذ سبعون شيخا كلّهم قد قرأ القرآن ، سوى الشباب ، ومن لم يقرأ القرآن (١).
وقال عزّ الدّين عليّ بن محمد بن الأثير : وكان جميع القتلى عشرة آلاف ، نصفهم من أصحاب عليّ ، ونصفهم من أصحاب عائشة (٢).
وليس في كتابيهما ، ما يشير إلى عدد قتلى صفين ، والنهروان.
وقال أبو الفضل نصر بن مزاحم بن سيار المنقري المتوفى ٢١٢ ه :
وأصيب يوم الوقعة العظمى ، أكثر من ذلك ، وأصيب فيها من أصحاب عليّ ، ما بين السبعمائة إلى الألف.
وأصيب بصفين من أهل الشام ، خمسة وأربعون ألفا.
وأصيب بها من أهل العراق ، خمسة وعشرون ألفا.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ / ٢٢٢.
(٢) الكامل في التاريخ ٣ / ٢٥٥.