الأنبياء ، والمثل
الأعلى ، والدعوة الحسنى ، وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والأولى.
عدة أصحاب أمير
المؤمنين (عليه السلام) والرواة عنه :
من العسير جدا على
الباحث حصر رواة وأصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) ، في إطار عدد خاص ، أو جعلهم
تحت رقم محدّد ، حتّى ولو بشكل تخميني ، وليس هذا بالنسبة للحروب والقتال يومذاك
فحسب ، وحتّى الضحايا والجرحى في وقتنا الحاضر ، لا يمكن تحديدها برقم معين ،
لتضارب الأقوال وتباين الإحصائيات فيها ، فكل جانب من المتخاصمين ، أو المتقاتلين
في بياناتهما العسكرية ، يبالغ ويسرف في عدد قتلى وجرحى الطرف المخاصم له ، ويقلل
من ضحاياه وقتلاه في الوقت نفسه ، ليثبت بذلك انتصاره المحتوم ، وعدّته ، ومناعته
، والإتيان بما فيه تضعيف كيان خصمه ، وتزلزله ، ومقوماته ، وأخيرا فشله وانتكاسه
... وهذه بالذات سنّة مطّردة سارت عليها الدول المتخاصمة على امتداد التأريخ إلى
يومنا هذا.
وتتجلّى هذه
الظاهرة ، والتفاعل الواضح بصورة واضحة ، لدى الجانب المندحر المتقهقر المنخذل ،
فتراه يتشدّق بادعاءات باطلة ، ويتبجح بإعلامات فاشلة واهية ، ويؤمم ويسد انتكاسه
وفجوته عن هذا الطريق .... وخشية الإطالة نعود إلى صلب الحديث لأنّ البحث هذا لم
يكن من الموضوعات الهينة التي يمكن اجتيازها بالاختصار والتلويح ، أو الاقتناع
بالتلميح والإشارة ، وإنّما هو موضوع يستأثر بوعاته ، ويدعو إلى التوسع والإفاضة
التي تخرجنا من جادة البحث ، سيما إذا كان الحديث عن طائفة ، وعصابة ، وفرقة ،
أصابتها ظلامات تأريخية ، طغت على آثارهم ، وغطت على مآثرهم ، سحب من الدخان
والضّباب لإطفاء أنوارهم.
ومهما يكن من أمر
فالتاريخ بظلاماته وظلماته ، عفى على آثار فتية مؤمنه موحدة ، تقدمت للشهادة على
اسم الله وبركته ، وبذلت في سبيله مهجتها لتتفيّأ جنان غفرانه وتتقيل ظلال رضوانه
... قاتلت برحابة صدر ، وبقلب مجند بالإيمان ومترع بالتوكل على الله ... شرذمة
النفاق والعدوان التي أخذت على نفسها أن تستمرئ