والجلد ، فألف كتابه
« مسكن الفؤاد » ، وقلبه يقطر ألماً وحسرة وهو يرى أولاده أزهاراً يانعة تقتطف
أمام عينيه.
يقول رضوان الله عليه في مقدمة كتابه
المذكور : « فلما كان الموت هو الحادث العظيم ، والأمر الذي هو على تفريق الأحبة
مقيم ، وكان فراق المحبوب يعد من أعظم المصائب ، حتى يكاد يزيغ له قلب ذي العقل ،
والموسوم بالحدس الصائب ، خصوصاً ومن أعظم الأحباب الولد ، الذي هو مهجة الألباب ،
ولهذا رتب على فراقه جزيل الثواب ، ووعد أبواه شفاعته فيهما يوم المآب.
فلذلك جمعت في هذه الرسالة جملة من
الآثار النبوية ، وأحوال أهل الكمالات العلية ، ونبذة من التنبيهات الجلية ، ما
ينجلي به ـ إن شاء الله تعالى الصدأ عن قلوب المحزونين ، وتنكشف به الغمة عن
المكروبين ، بل تبتهج به نفوس العارفين ، ويستيقظ من اعتبره من سنة الغافلين ،
وسميتها « مسكن الفؤاد عند فقد الإحبة والأولاد » ورتبتها على مقدمة ، وأبواب ،
وخاتمة » .
* * *
ويمتاز كتاب « مسكن الفؤاد » ـ على صغر
حجمه ـ بخصوصية موضوعه ، مما جعله مرجعاً يعتمد عليه في بابه ، فقد ركن إليه جمع من
أصحاب الموسوعات الروائية كالعلامة المجلسي في بحار الانوار ، والشيخ الحر في
الجواهر السنية والشيخ النوري في مستدرك الوسائل ، وغيرهم.
يقول العلامة المجلسي في بحار الانوار ،
في بيان الاصول والكتب المأخوذة منها : « ... وكتاب مسكن الفؤاد ... للشهيد الثاني
رفع الله درجته » .
وقال الشيخ الحر في مقدمة كتابه الجواهر
السنية : « ونقلت الأحاديث المودعة فيه من كتب صحيحة معتبرة ، واصول معتمدة محررة
» وكتابنا أحد
هذه الكتب الصحيحة المعتبرة ...
وقال السيد الخونساري في معرض حديثه عن
كتاب مسكن الفؤاد : « وإن لكتابه هذا فوائد جمة ، وأحاديث نادرة ، ولطائف عرفانية
قل ما يوجد نظيرها في
__________________