«الإغضاء» لأنه من لوازم العين ، وتحتمل أن تكون جفون السيوف أي أغمادها ، وهذا هو المعنى البعيد المراد المورى عنه.
ب ـ والقسم الثاني : هو ما ذكر لازم المورى به بعد لفظ التورية. ومن أمثلته اللطيفة قول الشاعر :
مذ همت من وجدي في خالها |
|
ولم أصل منه إلى اللثم (١) |
قالت : قفوا واستمعوا ما جرى |
|
خالي قد هام به عمي! |
فلفظة التورية هنا «خالها» فإنها تحتمل خال النسب وهو المعنى القريب المورّى به وقد ذكر لازمه بعد لفظ التورية على جهة الترشيح وهو «العم» ، وتحتمل أن تكون الشامة السوداء التي تظهر غالبا في الوجه وتكون علامة حسن ، وهذا هو المعنى البعيد الخفيّ المورّى عنه.
٣ ـ التورية المبيّنة : وهي ما ذكر فيها لازم المورّى عنه قبل لفظ التورية أو بعده. فهي بهذا الاعتبار قسمان :
أ ـ فالقسم الأول : ما ذكر لازم المورّى عنه قبل لفظ التورية ، واستشهدوا عليه بقول البحتري :
ووراء تسدية الوشاح ملية |
|
بالحسن تملح في القلوب وتعذب |
فالشاهد هنا في «تملح» فإنه يحتمل أن يكون من الملوحة التي هي صد العذوبة ، وهذا هو المعنى القريب المورّى به وغير المراد ، ويحتمل أن يكون من الملاحة التي هي عبارة عن الحسن ، وهذا هو المعنى البعيد المورّى عنه وهو المراد. وقد تقدم من لوازمه على التبيين «مليّة بالحسن».
__________________
(١) من معاني الخال : خال النسب وهو أخو الأم ، والخال الذي يكون في الجسد ، وهو شامة أو نكتة سوداء في البدن ، وأكثر ما يكون في الوجه ، وهو علامة حسن وإن لم يكن هو حسنا في ذاته.