وحدّ الملفق أن يكون كل من الركنين مركبا من كلمتين ، وهذا هو الفرق بينه وبين «جناس التركيب» الذي أحد ركنيه كلمة مفردة والثاني مركب من كلمتين.
ومن الجناس الملفق في النظم قول الشاعر :
وكم لجباه الراغبين إليه من |
|
مجال سجود في مجالس جود |
ومنه قول القاضي عبد الباقي بن أبي حصين وقد ولى القضاء بالمعرة وهو ابن خمس وعشرين سنة وأقام في الحكم خمس سنين :
وليت الحكم خمسا وهي خمس |
|
لعمري والصبا في العنفوان |
فلم تضع الأعادي قدر شأني |
|
ولا قالوا فلان قد رشاني |
ومنه كذلك قول شرف الدين بن عنين :
خبروها بأنه «ما تصدى» |
|
لسلو عنها ولو «مات صدا» |
* * *
وهذا ومما تجدر الإشارة إليه أن أحد المتجانسين إذا ولى الآخر سمي «مزدوجا» و «مكررا» و «مرددا» ، نحو قوله تعالى : (وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ). ونحو قولهم : من طلب وجدّ وجد. وقولهم : من قرع بابا ولجّ ولج.
السجع
هو توافق الفاصلتين من النثر على حرف واحد. وهذا هو معنى قول السكاكي : «السجع في النثر كالقافية في الشعر».
والأصل في السجع إنما هو الاعتدال في مقاطع الكلام ، والاعتدال