قوم لهم ساحة العراق إذا |
|
ساروا جميعا والقطّ والقلم |
ويقال إن إيادا لم تزل مع إخوتها بتهامة وما والاها ، حتّى وقعت بينهم حرب ، فتظاهرت مضر وربيعة على إياد ، فالتقوا بناحية من بلادهم ، يقال لها خانق ، وهى اليوم من بلاد كنانة بن خزيمة ، فهزمت إياد ، وظهر عليهم ، فخرجوا من تهامة.
وقال الكنانىّ الذي قتله خالد يوم الغميصاء ، للجارية الّتى كان يتعشّقها
أريتك إن طالبتكم فوجدتكم |
|
بحلية يوما أو بإحدى الخوانق |
ألم يك حقّا أن ينوّل عاشق |
|
يكلّف إدلاج السّرى والودائق |
فقال أحد بنى خصفة بن قيس بن عيلان فى ذلك :
إيادا يوم خانق قد وطئنا |
|
بخيل مضمرات قد برينا |
تعادى بالفوارس كلّ يوم |
|
غضاب الحرب تحمى المحجرينا (١) |
فأبنا بالنّهاب وبالسّبايا |
|
وأضحوا فى الديار مجدّلينا (٢) |
فظعنت إياد من منازلها ، ونزلوا سنداد ، بناحية سواد الكوفة ، فأقاموا بها دهرا.
وقال ابن شبّة : افترقت ثلاث فرق : فرقة مع أسد بن خزيمة بذى طوى ، وفرقة لحقت بعين أباغ ، وأقبل الجمهور حتّى نزلوا بناحية سنداد. ثم اتّفقوا ، فكانوا يعبدون ذا الكعبات : بيتا بسنداد ـ وعبدتها بكر بن وائل بعدهم ـ فانتشروا فيما بين سنداد وكاظمة ، وإلى بارق والخورنق وما يليها ، واستطالوا على الفرات حتى خالطوا أرض الجزيرة ، فكان لهم موضع دبر الأعور ودير الجماجم ودير قرّة ، وكثر من بعين أباغ منهم ، حتّى صاروا كالليل كثرة ، وبقيت هنالك تغير على من يليها من أهل البوادى ، وتغزو
__________________
(١) فى معجم البلدان : (ترادى بالفوارس كل يوم* عصاب .....).
(٢) فى معجم البلدان : «مخذلينا».