على اى حال فان اشبال أبى طالب «ع» كانوا ابطال رواية الكثير من صفحات التاريخ فى مختلف عصوره وأدواره ، عجم الدهر قناتهم وشتت أفرادهم فلم يزدهم ذلك إلا صلابة وصمودا.
أما ما يجب ان يلحظ بعين الاعتبار قبل نشر هذا الكتاب هو تحقيق نصوصه وشرح بعض المصطلحات الخاصة بعلم النسب ، وأوكد على ذلك فان كثيرا من ذوى الثقافة العالية ـ فضلا عن عامة القراء ـ يجهلون تلك المصطلحات الخاصة وليس فى ذلك غضاضة عليهم بعد أن يكونوا بعيدين عن اصول هذا الفن ومصطلحاته.
كما ان من الخير تعريف اعلامه وبلدانه وفى ذلك تيسير للقارىء على فهم الكتاب وتوفير لوقته عن مراجعة مختلف المصادر للبحث عن علم أو بلد أو مصطلح؟
وهنا تقدم الاخ الكتبى سلمه الله يطلب منى ان أتولى ذلك وأتحمل عناء هذه المسؤلية الشاقة وعبثا حاولت الاعتذار ، وما انقض مجلسنا حتى قمت وأنا أتأبط المظروف أعود به الى مكتبتى لأفتح له صفحة من الحساب واخصص له وقتا مع أعمالى الاخرى ، وأنا فى زحمة منها ومع تلك المضايقة فانا أشعر بارتياح نفسى لحصول تلك النسخة التى طالما تشوقت لرؤيتها وبدأت العمل من تلك الليلة باعداد مقدمات تهيئة الكتاب لأدفع أول مسوداته الى المطبعة الحيدرية بعد أربع سنين من تاريخ عملى فيه. وهكذا بقيت مستمرا دؤوبا فى مراجعة الملازم وتصحيحها طيلة عامين آخرين تما وشرعنا فى العام الثالث ونحمد الله تعالى على تيسيره وتوفيقه باكمال اعداد مسوداته وتسليم آخرها الى المطبعة وعن قريب سينتهى العمل على إتمام طبعها.
وبعد ذلك العناء المضنى فى سبع سنين عجاف سيأتى العام الذى فيه يغاث القراء ويتسلمون الكتاب محققا غنيمة باردة بارك الله لهم فيها ، وأجزل