على حاجة الكتاب الى شىء من التعليق اللازم مما يفسر مصطلحا خاصا أو يعرف علما فذا ، أو يعين بلدا وغير ذلك من النقاط التى رأيت لزاما ان تؤخذ بعين الاعتبار قبل تقديم الكتاب الى المطبعة مضافا الى المحسنات الطباعية التى هى من وظيفة الاستاذ الناشر الكتبى.
وفى اليوم الثانى حملت المظروف وقصدت المكتبة العامرة وسلمته الى الاخ الكتبى فسألنى كيف رأيت الكتاب؟ فأجبته :
انه أثر مهم فى بابه وحلقة من حلقات علم النسب كنا نحسب انها مفقودة ، ولو تمت جميع تلكم الحلقات متسلسلة منتظمة لكانت كفيلة بتسليط الاضواء على جوانب عديدة من تاريخنا الماضى وهذا الكتاب وحده وثيقة خطيرة يجب ان يطبع وينشر ليتيح للباحثين الاطلاع على زوايا وخبايا ، فان الاطلاع عليها يغير بعض المفاهيم الخاطئة عن سلالة هى من أعرق السلالات فى نجابة الاعراق وطهارة المولد وطيب المنبت حتى ود كل احد من الناس ان يكون منهم ، ولم يودوا أن يكونوا من أحد. وذلك اقصى المجد وغاية الفخر.
ولكن مع الاسف الشديد ان يضلع بعض المحدثين مع ركب المتعصبين من القدامى فينظر الى هذه الارومة وأكارمها بنظر الحقد والشنآن والاحن والاضغان فيكيل السب جزافا ويفترى على القوم بهتانا وزورا ، كل ذلك ليبرر نقمة الحاكمين حينذاك الشنعاء ويغطى فعلتهم النكراء ، ناسيا أن وراء اليوم غدا وهنالك يسئل المجرمون ويعرف التالون غب ما أسس الاولون.
كما أنه غافل أو يتغافل عن ان التاريخ للجميع ويجب ان يسجل بقلم نزيه ولسان صادق لا مسرح فى أدواره للنزعة ولا تحكم بين ابطاله للعاطفة وانما يبحث التاريخ ويسجل للتاريخ وحده كيف ما كان لا تملكه فئة حاكمة ولا تخسره فئة ناقمة.