نسخته الى النجف الاشرف ، وان الله تعالى اذا أراد أمرا هيأ له أسبابه.
ففى امسية من عام سنة ١٣٨٢ ه ذهبت على عادتى الى المكتبة الحيدرية ـ التى هى أوسع دور النشر وأقدمها فى النجف الاشرف ـ فاستقبلنى صاحبها الاستاذ الاخ الشيخ محمد كاظم الكتبى سلمه الله مرحبا ـ وتلك عادته مع زائريه ـ ولاحظت عليه سمة الارتياح فسرنى ذلك ، فابتدرنى مبشرا ومشيرا الى مظروف امامه : ان هذا كتاب (منتقلة الطالبيين) وناولنى المظروف فاذا فيه مصور بالفوتستات يضم ثلاثة كتب الاول قطعة من كتاب الادعياء والثانى سر السلسلة العلوية لأبى نصر البخارى والثالث كتاب منتقلة الطالبيين قد جمعت بينها وحدة الموضوع وألفت بينها يدا المجلد ، ولم يشأ المصور أن يفرق بين الاخوة فصور المجموع كما كان.
وسألته عن مصدر اقتنائه ـ وأنا مبتهج بتلك التحفة ـ فقال انى كلفت صديقنا الحميم فضيلة العلامة الجليل الشيخ محمد نجل آية الله الشيخ عبد الحسين الرشتى باستحصال نسخة من هذا الكتاب عن نسخة مكتبة سيهسالار فاجاب ـ مشكورا ـ وكتب الى صديقه ثقة الاسلام الاستاذ الحاج أغا عبد الله آل أغا مدير المكتبة المذكورة وطلب منه تصوير الكتاب ، فتفضل هو الآخر مشكورا فصوره وأرسله وهاهى النسخة تفضل بها العلامة الرشتى وأنا أحب أن أطبعها ليعم نفعها.
فشكرت له وللمساهمين فى تحصيل النسخة صنيعهم الجميل وشجعته على المبادرة بطبع الكتاب بعد تصحيحه وتحقيقه. فطلب رأيى فى ما يحتاج اليه الكتاب من موارد التحقيق والتعليق عليه فاستمهلته ريثما أتصفح الكتاب فانه لا يشبه كتب النسب التى عرفناها وانتشر بعضها فعرفها القراء ، واخذت النسخة معى وأحييت معها ليلة فى مكتبتى ، تعرفت فيها على طرف من اسلوب المؤلف ، وهو اسلوب جديد لم نعهده فى مثله من كتب الفن قبله ، كما اطلعت