والناس يستشفون به من الأوصاب والجرب وغير ذلك (١) ، وبعين شراد (٢) أيضا ينتشر الناس بها ويعافون. وذمار القرن قرية قديمة خراب (٣) ، وأما ذمار المخدر فغيرها (٤) وذو جزب ودلان (٥) وسربة واد كثير الماء والمطاحن (٦) ، والأودية التي بها مطاحن الماء فهي سربة وشراد وبنا وماوة والموفد وجمع ، وبصيد ، وبأودية رعين وبوادي ضهر. وأما مخاليف ذمار من غربيها فهي مصنعة أفيق للمغيثيّين (٧) وجمع والموفد وسربة ووادي القضب لبني عبد كلال (٨) وحمر ووادي حمر منسوب الى حمر بن عدي وهي تصلي جبلان وسيّة والجبجبة والجبجب والصّلي ويسكن هذه المواضع من
__________________
(١) أسي : بفتح الهمزة وضمها وكسر السين المهملة اخره ياء مثناة من تحت ، وهو ما يسمى اليوم اللسي : بلام التعريف مع لام مكسورة وبقية الحروف كالأول وهو كما وصف المؤلف ولزيادة الايضاح هي أكمة كبيرة كأنها الصبرة من الطعام وفي جوانبها فجوات بتفاعل معدن الكبريت الموجود بها وكان يستعمل الى عهد قريب والحمام لا يزال معروفا باسمه ووصفه ، والجرف : بالفتح آخره فاء إن كان فردا وجمعه جرف : بضم أوله وهو الكهف ، والجرف : بمعنى الكهف لغة فصحى دارجة في عموم اليمن ، وهذا الجرف لا يسع إلا إنسانا واحدا فيدخله مستصحبا معه جرة ماء وسرعان ما ينش بالعرق وتحمى الجرة فيغتسل ويستحم وهلم جرا ، وقال في «معجم ما استعجم» : أسي بضم أوله وكسر ثانيه وتشديده بعده ياء مشددة هكذا تكرر في كتاب الهمداني مضبوطا في نسخة معاناة أسي ونقل عن الهمداني كلاما غير ما هنا لم أجده في كتب الهمداني التي بين أيدينا وأعتقد انه في كتابه «المسالك والممالك اليمنية».
(٢) شراد : بفتح أوله وآخره دال مهملة : هو ما يسمى اليوم وادي المطاحن وهو من غرر أودية اليمن ويقع جنوب مدينة ذمار ومربوط بأعمالها ، ومعنى ينتشر الناس : اي يستشفون بها ، والعين لا زالت معروفة وتسمى اليوم «معين جبر» وتؤدي نفس الشيء.
(٣) ذمار القرن التي ذكرها المؤلف انها في عصره خراب هي اليوم أعمر ما تكون بنيانا وأوفر سكانا لا سيما حصنها المسمى القرن وهي جنوب مدينة ذمار بمسافة ميلين ونصف. وقد اتصل العمارة بها وصارت مراجيا مدينة ذمار.
(٤) ذمار المخدر : بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة وآخره راء : وهي اليوم خراب يباب وتقع في الشمال الغربي من ذمار بمسافة أربعة أميال وفيها وفي ذمار القرن آثار حميرية.
(٥) دلان : بكسر الدال آخره نون : قرية عامرة وتقع في ظاهر شرعة وينسب الى نسائها الجمال الفاتن ، والدلاني : بزيادة ياء النسبة : بلدة من بني الحارث في يحصب العلو اليها ينسب سيل الدلاني.
(٦) مضى الكلام على سربة وقد أقفرت من المطاحن منذ زمن وغيرها مما ذكره المؤلف.
(٧) المصنعة : معروف ضبطها ومعناها ، وما يحمل اسم المصنعة في وطننا كثير ولكن الذي في هذا النهج مصنعتان إحداهما مصنعة قرب أفيق وتسمى اليوم مصنعة انس جهران وتقع في الشمال الغربي من ذمار وأفيق قرية عامرة لا تزال وفيها أسر الإمام إبراهيم بن تاج الدين أسره الملك المظفر الرسولي الغساني سنة ٦٧٤ ه وتسمى اليوم أفق ، وأفيق أيضا بلدة من عنس من مشرق ذمار (راجع «الإكليل» ج ٢ ـ ١٦١) ، والمصنعة الثانية مصنعة مرية وتقع غربي ذمار بمسافة فرسخين وهي مصنعة عظيمة وفي أعلاها بنيان مترامي الأطراف وهي أنقاض وكان فيها طريق معبدة مرصوفة بالأحجار وفيها أيضا مسند حميري أثبتناه في غير هذا التعليق ، ويقال لها مصنعة أسعد.
(٨) وادي القضب : باسم القضب المعروف ، وفي «ل» و «ب» بالصاد المهملة وهو وهم ، وهو واد خصب وفيه غيول ، وبنو عبد كلال : بضم الكاف : من أقبال حمير المشاهير ولهم بقية ليس في هذا الوادي (راجع «الإكليل» ج ٢ ـ ٣٦٢) والوادي المذكور في شمال غربي ذمار.