المسنّمة. الجند وخدير (١) والى ورزان للسّكاسك فراجعا إلى نخلان ومشرقا إلى ناحية وراخ (٢) ومغربا إلى حدود الرّكب (٣) وجنوبا إلى حدود الأصابح (٤) وبلدهم بلد واسع ويكون السكاسك خمسة آلاف وهم أهل جد ونجدة وهم ممن لم يدن للقرامطة بل قتلوا أحمد بن فضل (٥) وما زالوا مشاقين للملوك لقاحا (٦) لا يدينون ولهم إبل وهي السّكسكيّة للحمل ، والمجيدية من أكرم الإبل وانجبها بعد المهريّة (٧) وللسّكاسك البقر الخديرية لا يلحق بها في العظم (٨) بقر.
مخلاف السّحول : بن سوادة ، ساكنه آل شرعب بن سهل ووحاظة بن سعد وبطون الكلاع وهي بطون من حمير منها السّحول (٩) بن سوادة وجسر الخباير ابن سوادة ونعيمة وغلاس وعنة وجبأ الذي ينسب اليه جبأ المعافر وزنجع وبهيل (١٠)
__________________
(١) أي مخلاف الجند ، ومخلاف خدير : بالخاء المعجمة ثم دال مهملة وياء من تحت وراء.
(٢) ورزان : سلف ذكره كما تقدم التنويه بنخلان ، وفي «ل» و «ب» باهمال الحاء. ووراخ بالتحريك آخره خاء معجمة : هو جبل على انفراد وفي قمته حصن كقادمتي النسر يقع في أسفل ميتم وهو من الكلاع كما يأتي للمؤلف ، وفيه يقول الملك الكامل علي بن محمد الصليحي من قصيدته :
ما اعتذاري وقد ملكت وراخا |
|
عن قراع العدا وقود الرعال |
(٣) الركب : يقصد به شمير (مقبنة) ، أي يدخل في مخلاف الجند وخدير للسهل الذي يسمى اليوم التعزية أي مربوط أعمالها بمدينة تعز ومن الركب الذي يسمى اليوم الزواقر.
(٤) الأصابح : هي التي تسمى اليوم الصيحة ، وحدود هذين المخلافين لا يزالان من عهد المؤلف إلى هذا التاريخ كما ذكر.
(٥) كان قتل أحمد بن فضل سنة ٣٠٤ ه حينما فض الحصار على المذيخرة وخرج فارّا.
(٦) لقاح : بفتح اللام : هم الحي الذين لا يطيعون ملكا ولا يؤدون إتاوة ولا يملّكون.
(٧) لا زالت الابل السكسكية معروفة بالعظم خصوصا منها الشرمانية ، وكذا المجيدية : نسبة إلى بني مجيد ، والمهرية : نسبة إلى مهرة القبيلة السالفة الذكر.
(٨) هي كذلك إلى اليوم وكذلك الأغنام ولا سيما الخراف.
(٩) السحول : سبق ضبطه ولا يزال يحتفظ باسم شطر من هذا المخلاف الواسع الذي ذكره المؤلف فيطلق اليوم على بطن السحول الممتد من عقبة الذهوب من مدينة إب جنوبا إلى القفر شمالا وما اكتنف ذلك من الهضاب والآكام والشعاب شرقا وغربا ، وقد تطور اسم هذا المخلاف فقد تسمى بمخلاف الكلاع ثم تسمى بمخلاف جعفر باسم الأمير جعفر بن ابراهيم المناخي الحميري واشتهر بهذا إلى يوم الناس هذا ، ويطلق عليه الإقليم الأخضر أو اللواء الأخضر وتقول العامة انه مدعو له بالخير والبركة ويروون قوله : «بارك الله بالوادي المستقبل ما بين خدد وأنور وحب والتعكر» ، وحقا انه مبارك فإن الخصب والريف لا ينقطع عنه دائما (راجع «الدامغة» و «التاريخ» و «الإكليل» ج ٢ ـ ٢٤٤).
(١٠) هذه قبائل حميرية مذكورة الأنساب في «الإكليل» ج ٢ ـ ١٠٥ وما بعدها وما قبلها سميت بها الأوطان التي نتكلم عليها ، والخباير : بالخاء المعجمة والباء الموحدة ثم ياء مثناة من تحت وآخره راء ، وكان في الأصول كلها بالجيم وباءين موحدتين تتخللهما ألف ثم راء والتصحيح من المصادر التي ذكرناها في «الإكليل» ج ٢ ـ ٢٤٤ ، والخباير : قرية خربة من أعمال جبلة وذكرها ياقوت ايضا. ونعيمة : بفتح النون آخره هاء : وهو ما يسمى اليوم