وملوك المعافر آل الكرندي من سبا الأصغر ينتمون إلى ولادة الأبيض بن حماّل (١) منازلهم بالجبيل من قاع جبا (٢) ومشرب الجميع من عين تنحدر من رأس جبل صبر غزيرة يقال لها أنف أخف ماء وأطيبه (٣) ويصلح عليه الشّعر ، ويحسن ويكثر. وأهل المعافر وما والاها يستعملون السّكينيّة (٤) في الرأس وتحسن في بلدهم ، ويفضي قاع جبأ في المنحدر إلى ناحية بلد بني مجيد (٥) إلى كثير من قرى المعافر مثل حرازة وبها تعمل الأطباق الحرازية (٦) وثياب التجاوز ، وصحارة وغزازة والدّمينة وبرداد. وساكن هذه المواضع من بطون حمير من ولد المعافر بن يعفر (٧). وسفلى المعافر أهل غتمة (٨) في المنطق وأهل رقا وسحر لا سيما من كان هناك من السّكاسك. وسكان صبر الرّكب والحواشب من حمير وسكسك (٩) ورأسهم والقائم بأمرهم عبد الجبار بن الربيع الحوشبي وكان الرؤساء قبله آل قرعد الرّكب ، ومكنونة وبها قومن الأزد ، والجزلة والعشش (١٠) وصبر حاجز بين جبأ والجند وهو حصن منيع وهو من الجبال
__________________
(١) ذكرت في بعض تعليقاتنا أنا لم نعثر لبقية من آل الكرندي ولما زرت جبا قيل لي ان هناك قوما يدعون بني السبائي وانهم من بني الكرندي ، وروي لنا المثل الذي انتقل من مأرب الى جبا وهو «ما بدل سبا إلا جبا». والأبيض بن حمال : بفتح الحاء المهملة وتشديد الميم آخره لام (راجع نسبه وحياته «الإكليل» ج ٢ ـ ٢٤١ ، ٢٤٢) وكان لهم عقب صالح يتردد ذكرهم في التواريخ إلى القرن الثامن الهجري.
(٢) الحبيل : سبق ضبطه وتفسيره ولا يزال الحبيل بهذا الاسم معروفا.
(٣) لا تزال هذه العين ثرة عذبة المذاق وتنبع كما قال المصنف من جبل صبر ثم من عزلة حصبان من قرية النبيرة العليا والسفلى ومن قرية العقيرة ، وتسمى اليوم العين والماء الواثقي نسبة إلى الواثق أحد امراء ملوك بني رسول ، ولا تسمى اليوم أنف.
(٤) الطّرّة السكينية منسوبة إلى سكينة بنت الحسين بن علي (ض).
(٥) وهو كما وصف المؤلف وإذا كانت السماء صحوا رؤي بلد بني مجيد كما يرى البحر من أعلى جبل صبر.
(٦) حرازة : بضم الحاء المهملة ثم راء وألف وزاي : وهي التي ذكرها ابن أبان في شعره المتقدم وتقع في عزلة أيفوع المجاورة للاخمور ونسب اليها الفقيه عبد العزيز بن الربحي من أعيان القرن الرابع الهجري ولا زالت الأطباق تعمل بها وثياب التجاوز هي التي تسمى «الشريحة» وهي ثياب تطرز بألوان من الصباغات وعلى شكل فريد من الزينة يستحسن عندهم ذلك ، وصحارة بضم الصاد وفتح الحاء المهملة آخره هاء وقد تقال بالسين المهملة وهي في سفل المعافر قرب باب اللازق المضيق ، وغزازة : بالتحريك : أوله غين معجمة وزايان بينهما ألف وآخره هاء : بلدة قائمة في عزلة بني غازي من المعافر ، والدمينة : تصغير دمنة : قرية آهله في عزلة برداد.
(٧) هو ابن السكسك بن وائل بن حمير ، وهو قول نساب حمير ، أما نساب كهلان فيلحقونه بهم. (راجع كتاب «التيجان» وغيره).
(٨) الغتمة : اللكنة والتي فيها غرابة لا تفهم ، وقد بينا ذلك في المعجم مفصلا.
(٩) هم كذلك في أنسابهم الى اليوم.
(١٠) مضى الكلام على العشش ، ومكنونة : بفتح الميم وسكون الكاف مع نون مضمومة آخره نون وهاء : بلدة من عزلة مرعيت مخلاف صبر في الجنوب الشرقي من تعز ، والجزلة : لا تعرف.