بلد وهي واسعة الى ما اتصل في الشمال ببلد الركب (١) من الاشعر وفي الشرق بالمعافر وذبحان (٢) وقد يخلط بني مجيد في بلدها قوم من الفرسانيين (٣) أهل نجدة وهم الذين يدخلون في بلد الحبش ويخفرون التجار واليهم تنسب جزائر الفرسان في البحر بين تهامة وبلد الحبش ، وسنذكر مناهل بني مجيد التي بين زبيد وعدن فيما بعد إن شاء الله تعالى.
مخلاف المعافر (٤) : امّا الجوّة من عمل المعافر فالرّأس فيها والسلطان عليها آل ذي المغلّس الهمداني ثم المرّاني من ولد عمير ذي مرّان (٥) قيل همدان الذي كتب إليه رسول الله (صلىاللهعليهوسلم).
وأما جبا وأعمالها وهي كورة المعافر فهي في فجوة بين جبل صبر وجبل ذخر وطريقها في وادي الضباب ومنها أودية ذخر وتباشعة ويسكنها السكاسك ، ورسيان (٦) ويسكنه الركب وبنو مجيد وجيرة لهم من بني واقد ومن الرّكب النّشورة (٧)
__________________
(١) بلد الركب ، هذه بلد شمير : مقبنة التي تعتبر ناحية من قضاء المخا.
(٢) لا تزال هذه حدوده إلى يوم الناس هذا.
(٣) هم ما يسمون اليوم في نفس مدينة موزع «الفرّسنة» وهم بيت أو بيتان فقد قلوا ، وقد وهم البكري فرسم جزائر فرسان في حرف القاف مضمومة.
(٤) المعافر : بفتح الميم وكسر الفاء آخره راء : هو ما يسمى اليوم الحجرية وهو من أفخم المخاليف وأشهرها ، ولهذا سماه الأمير الكبير محمد بن أبان بن ميمون الخنفري دار الملك حيث قال :
حلوا المعافر دار الملك فاعتزموا |
|
صيد مقاولة من نسل أحرار |
ويقع في جنوب مدينة تعز فيما بين برداد والضباب شمالا وما بين ذبحان وما تاخم أصابح لحج : الصبيحة جنوبا وما بين بني مجيد : بلاد المخا غربا وخدير والجند السكاسك شرقا هذا إذا لم يدخل جبل دخر وجبل صبر في المعافر ، أما إذا دخلا وهو رأي المؤلف فهو واسع جدا لأن آل الكرندي في عصره كانوا يحكمون هذا كله بما في ذلك الجند حيث كانوا ولاة لأسعد الحوالي وفي حالة استقلالهم.
ولشهرة هذا المخلاف وما له من مميزات فقد ورد ذكره في الآداب اليونانية وان رجالا منهم لعبوا ادوارا مجيدة في بناء الحضارة اليمنية أيام ازدهارها وبلغوا أقاصي افريقية الشرقية إلى ساحل الذهب وكوّنوا مستعمرات هناك ، كما جاء ذكره في المساند الحميرية وفي أخبار الوفود والأحاديث النبوية ، وتنسب اليه الثياب المعافرية. وقد أوفينا الكلام عن المعافر في تاريخنا.
(٥) راجع ترجمة القيل عمير ذي مران في «الإصابة» والجزء العاشر من «الإكليل».
(٦) رسيان : سبق ضبطه والكلام عليه وفي «ل» و «ب» رسعان بالعين بدلا عن الياء المثناة وهو خطأ ، وهم أسافل وادي الملح لهم أصرام وحلل.
(٧) النشورة : لا تعرف اليوم وفيما سبق باسم العشورة ونبهنا عليها هنالك وبنو مجيد يسكنون اسافل رسيان في الهاملي وغيره.