بلادنا بمهمة تثقيفها ، وتتم على يدهم مراسيم قراني الاحتفالي بها .. وإني أرى فيها ميلا نحو طقسنا اللاتيني ، لا أعرف أهو من طبيعتها أم رغبة بإرضائي وستكون في آخر الأمر بعون الله تعالى سيدة رومانية بكل ما في الكلمة من معنى.
كما أنها تتقبل بطيبة خاطر عاداتنا الاجتماعية خاصة عندما تراها أحسن مما تعودت عليه ، فهي بالرغم من تربيتها الحسنة تفتقر إلى الرقة في بعض تصرفاتها ، ففي أوامرها زعيق ، وفي علاقاتها ترفع ، وفي كلامها تهديد! ولعل هذه الصفات تدل على شخصية ناضجة في ديارها ، لكنها في محيطنا تشير إلى كبرياء وخشونة.
وصف لأزياء بغداد
سوف أجعلها تلبس حسب رغبتي ، ففي الأيام القادمة ستغير زيها وتلبس زي كل بلد نمرّ به. لكنها حتى الآن لا تزال ترتدي زي النصارى المعروف في بلادها وهو لا يختلف عن زي الأتراك إلا بغطاء الرأس فهو أقصر منه.
وتلف وجهها بقناع أسود اللون عادة يبرز جمالها وكالبدويات تلتفع بقماش من الحرير ناعم كالتفتة فيه خطوط ومربعات مختلفة الألوان والأشكال لكنها لطيفة تنسدل أمام الوجه وعلى الصدر فتشبه أقنعة الراهبات في ديارنا أو كأرامل إسبانيا. ويتدلى من وراء الجسم طولا وعرضا وله نهاية حادة تلمس الأرض أنه في الحقيقة مظهر الجلال والجمال حسب رأيي.
لا تزال قمصان النساء في بغداد على الطراز القديم وذلك لبعد هذه المدينة عن البلاد حيث تتم التصاميم الجديدة ومنها تنتشر. لذا فهي تختلف عن قمصان النساء التركيات إذ إن قمصانهن بيض من القطن أو الكتان ويلبسن أيضا ـ في المناسبات خاصة ـ القمصان الحريرية الملونة بأكمام مفرطة في السعة والطول.
إن الألوان الأكثر انتشارا للقمصان وللألبسة الأخرى هي : القرمزي ، الأصفر ، والأخضر وبعض المشتقات الجميلة من القرمزي والأزرق الغامق.