الموحدين في شبه الجزيرة العربية (١).
ويبدو أن نوال سراج ششة هي أول من أشار بالعربية إلى رحلة ديدييه ووصوله إلى جدة في عام ١٨٥٤ م ، وذلك في كتابها : جدة في مطلع القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي (٢) ، ثم أشار إليه وترجم مقاطع من رحلته (عن الإنكليزية) الدكتور أحمد عبد الرحيم نصر في كتابه : التراث الشعبي في أدب الرحلات (٣) ، وأشارت إليه ، وترجمت له وتحدثت عن بعض أحداث حياته ، وعن كتبه التي لها علاقة بمصر الدكتورة إلهام محمد علي ذهني في كتابها : مصر في كتابات الفرنسيين في القرن التاسع عشر (٤).
إن أهمية هذه الرحلة تكمن في أنها تقدم صورة واضحة عن الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في أوائل النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، وهي فترة تقل مصادرها ، ونحتاج إلى مثل هذه النصوص ، لزيادة معرفتنا بها. وللرحلة أهمية لا تنكر في مجال المعلومات الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية عن الأماكن التي مرّ بها ديدييه انطلاقا من السويس حتى الطور ، وجبل سيناء ، والبحر الأحمر ، وينبع ، وجدة ، والطائف ؛ إذ نجده
__________________
(١) انظر القسم المنشور من هذه الرسالة في كتاب : الحركة الوهابية في عيون الرحالة الأجانب ، ترجمة وتعليق أ. د. عبد الله بن ناصر الوليعي ، الرياض ، ١٤١٧ ه / ١٩٩٧ م ، ص ١٧٢.
(٢) كتابها المنشور في مكتبة الطالب الجامعي ، مكة المكرمة ، العزيزية ١٤٠٦ ه / ١٩٨٦ م ، ص ١٣٩ ، وقد سمته (شارلز ديدير) وهو خطأ والصواب : شارل ديدييه كما أثبتنا.
(٣) المطبوع في الدوحة ، مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ، ١٩٩٥ م ، ص ٦٣ ـ ٦٩ وسماه : (تشالز ديديه) وهذا خطأ أيضا.
(٤) المطبوع في الهيئة المصرية العامة للكتاب ، ١٩٩٥ م ، ص ١١١ ـ ١١٢ ، وانظر : ص ١٣٧ وقد سمته (شارل ديديه) والصواب (ديدييه). وأشار إليه وترجم قسما من رحلته سمير عطا لله في كتابه : قافلة الحبر ، الرحالة الغربيون إلى الجزيرة والخليج (١٧٦٢ ـ ١٩٥٠ م) دار الساقي ، بيروت ، ط ٢ ، ١٩٩٨ م ، ص ١٥٣ ـ ١٩٦.