في ذكرى استشهاد الإمام الحسين يقوم المسلمون الشيعة بالحداد من أول شهر المحرم حتى اليوم العاشر الذي استشهد فيه الإمام ، وطوروا مراسم الحداد والآلام المعبرة عن معاناة الإمام الحسين ومحاربته بكل شجاعة ، وتقيم مراسم الحزن التي تعقد سنويّا إلى قسمين : الأول : وهو ما يجرى في ذكرى الحرب الواقعة يوم عاشوراء ، وتتم تلك المراسم في ناحية الكاظمية القريبة من بغداد ، والقسم الآخر : يتم بعد اليوم العاشر من محرم وبالتحديد خلال أربعين يوما من بعد هذا اليوم ، وتقام مراسم الحزن في مدينة كربلاء تحت اسم «عودة الرأس المقطوعة». وقد قام المستشرق المشهور ب. هيتي بتقييم هذا الموضوع قائلا : «إن دم الإمام الحسين الذي سال في مدينة كربلاء كان له عظيم الأثر في نفوس الذين شايعوا أباه» (١).
لقد ظهرت طائفة الشيعة في كربلاء في اليوم العاشر من شهر المحرم ، والمبدأ الأساسي لأهلها هو أحقية نسل سيدنا علي بن أبي طالب بالخلافة والإمامة ، هكذا التفّ الشيعة حول هذا المبدأ وهو ما غيّر حالهم وأوضاعهم ، ومصطلح «يوم كربلاء» يعني نار الحرب لدى الشيعة ويمكن التعبير عنه بقول «الثأر للإمام الحسين» حيث إن تلك الحادثة كانت السبب في تدهور وانهيار الحكم الأموي بعد ذلك.
أما أهل السنة فيرون أن يزيد كان الحاكم الحقيقي الفعلي ولديه القوة للأمر والنهي كرئيس للدولة ـ حتى ولو لم يكن الحاكم القانوني ـ ، ومن يخرج على الدولة ويشقّ عصا الطاعة قد يعاقب بالقتل ، ولذا فإنهم ينظرون إلى الحادثة نظرة مختلفة تماما عن الشيعة ، ولكن يجب رؤية الحركة بالشكل الفعلي الواضح وليس كما يطلب المجتمع ، فهذه الواقعة
__________________
الأول. انظر : Ilya Uzum," Huseyin", DIA, XVIII, ٠٢٥, Istanbul ٨٩٩١, s. ٨٢٥.
(١) Hitti ,a.g.e.,II ,٢٠٣ ـ ٤٠٣.