تحمل أهمية كبرى لأنها كانت عاملا وقوة خلقت حركة قومية في التاريخ ، وبهذه الصورة ظهر اختلاف كبير بين المسلمين ، وظهرت حركة الشيعة على أنها فرقة منفصلة شغلت مكانا في التاريخ منذ زمن بعيد (١).
ويمكننا القول إن عبد الله بن سبأ اليهودي اليمني الأصل صاحب الشخصية الغامضة الذي أسلم في عهد عثمان وارتبط ارتباطا وثيقا بسيدنا علي بن أبي طالب يعد مؤسسا للشيعة المغالية ، ولا شك في أنه صاحب النصيب الأكبر في تطور مبدأ الإمامة.
أصبحت العراق ومدينتها كربلاء أرضا مباركة بين الدول الإسلامية بعد ظهور مبادئ العلويين ، أما إيران فقد أضحت المدافع المستميت عن المذهب الشيعي حتى يومنا هذا ، ولقد ظهر فيها ما لا يعد ولا يحصى من الفرق الصغيرة التي تعتبر نفسها من أهل الشيعة ، إن أفراد العائلات المختلفة المنسوبين لأهل البيت ـ هذا اللفظ الذي أطلق على من انحدر من نسل سيدنا علي ـ يعد محيطا جذابا لمن ليس سعيدا في كل المجالات الاقتصادية الاجتماعية والسياسية والدينية وللأشخاص الذين لا يريدون الخضوع لأفكار واعتقادات العامة (٢).
إن المأساة (٣) التي حدثت في كربلاء يوم ١٠ محرم ٦١ ه كانت سببا في جعل كربلاء مكانا مقدسا لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة للمسلمين عامة وللشيعة خاصة ، وكما اتضح آنفا فإن كربلاء أضحت قلعة ورمزا لفرقة الشيعة ولها نفس المكانة عند أهل السنة أيضا ، لأن من قتل في هذا المكان هم أحفاد النبي صلىاللهعليهوسلم وآل بيته.
إن تلك الحادثة المؤلمة يذكرها المسلمون بالحزن والأسى كل
__________________
(١) Hitti, a. g. e., II / ٤٠٣; Unal Kilic, Yezid B. Muaviye, Istanbul ١٠٠٢, s. ٨٨٢ ـ ٩٨٢.
(٢) Hitti ,a.g.e.,II ,٠٩٣ ـ ١٩٣.
(٣) Wellhausen ,a.g.e.,s.٥١١.