٢ ـ مباحثات أرضروم
سعى سفيرا إنجلترا وروسيا إلى عقد مباحثات بين الدولتين العثمانية والإيرانية لوقف التوتر القائم بينهما ، وتم البدء في تلك المباحثات التي استمرت فترة طويلة في أرضروم بمشاركة الدولة العثمانية وإيران وإنجلترا وروسيا ، فأعطت الحكومة العثمانية أهمية كبرى لتلك المباحثات وخصصت منازل منفصلة في أرضروم لإقامة ممثلي الدول المشاركة في المباحثات المحتمل استمرارها لفترة طويلة (١).
كان الهدف الأساسي من تلك المباحثات تسوية العلاقات العثمانية ـ الإيرانية التي توترت بشدة خاصة بعد حادثة كربلاء ، وقد كلفت الحكومة العثمانية رفعت باشا ليمثلها في تلك المباحثات ، وكما أوضحنا من قبل فإن الدولتين العثمانية والإيرانية كانتا تخططان لسوق المهمات والجنود إلى النقاط الهامة على الحدود بينهما ، ولأن كون تلك الخطط كانت للحيطة فقط انتشرت عنها أخبار كثيرة مبالغ فيها لا أصل لها ، وقد كانت الدولتان تعلمان جيدا النتائج التي ستظهر في حالة تحول التوتر القائم بينهما إلى صدام ملموس ، وكانت إنجلترا وروسيا قلقتين من تحول التهديدات القائمة على الحدود إلى الحياة العامة ، وذلك لأن أي صدام سيحدث في المنطقة كان من الممكن أن تتدخل فيه إنجلترا وروسيا.
وقد أعدّ مسيو كاننج السفير الإنجليزي في مباحثات أرضروم هذا التقييم عن حادثة كربلاء والتوتر الذي حدث بعدها في المنطقة :
«انتشرت محاولة إيران لتجهيز الاستعدادات العسكرية في كل الأرجاء ، واضطرت الدولة العثمانية لاتخاذ الإجراءات ضد هذه النشاطات الإيرانية ، وقد أكدت إنجلترا للدولة العثمانية بأن إيران لن تقوم بمثل هذا الهجوم ، والآن يبدو أيضا أن الإخطار الذي يشتمل على
__________________
(١) BOA ,I.MSM ٦٣٨١ ,LEF : ٦ ,٣٢ R ٩٥٢١.