دون استثناء ، وكان أول عمل قام به بمجرد توليه ولاية بغداد تأمين تأسيس علاقات إدارية قوية بين كربلاء وولاية بغداد ، إلا أن هذا التطبيق كان مخالفا لطبيعة كربلاء ، هذا الوضع الذي جعل نشوب ثورة أمر لا مفر منه ، حيث كانت واقعة كربلاء التي وقعت عام ١٨٤٣ م رد فعل ومقاومة لسياسة نجيب باشا ، وأمر نجيب باشا بإخماد تلك الثورة المتوقعة بكل قوة.
إن السياسة الجديدة التي اتبعتها الدولة العثمانية في كربلاء قد أقلقت إيران ، لأن ذلك الوضع سيكون سببا في تقليل العلاقات الإيرانية مع كربلاء ، فسعت إيران لإظهار مشكلاتها الأخرى مع الدولة العثمانية وفتحت حربا على الدولة العثمانية على الساحة الدولية. حقيقة الأمر أن تلك الحرب الدبلوماسية التي بدأتها إيران كانت موجهة أيضا لإنجلترا التي كانت تعارض مع إيران بشكل دائم بسبب مشكلة هرات ، فأخذت إيران روسيا التي كان لها مصالح في المنطقة إلى جانبها لأنها كانت ترى أن إنجلترا مثل الدولة العثمانية تريد بسط نفوذها على المنطقة ولإدراكها أنها ليست لديها القدرة الكافية على خوض تلك الحرب الدبلوماسية بمفردها ، وقد حدثت تلك الحرب الدبلوماسية على أرض أرضروم في الفترة من عام ١٨٤٣ إلى عام ١٨٤٧ م بين إنجلترا والدولة العثمانية من ناحية وروسيا وإيران من ناحية أخرى ، وكما أنه لم يخرج أي طرف من أطراف النزاع منتصرا ، استمرّ الاضطراب العثماني الإيراني لسنوات طويلة وخاصة في موضوع مشكلة الحدود.
وبعد توقيع معاهدة أرضروم عام ١٨٤٧ م بدأ نزاع بين الدولة العثمانية وإيران على مسألة بسط النفوذ في كربلاء ، وكان احترام علماء كربلاء وتبجيل سلالة أهل البيت بها أفضل طريق لبسط النفوذ عليها ، كما أن أعمال ترميم الأماكن المقدسة يعدّ محاولة لبسط النفوذ عليها ، وقد اهتمت الدولة العثمانية اهتماما بالغا بالعتبات ، وظهر هذا الاهتمام على