بشكل منتظم وأن يتم ذلك تبعا لأصول تعيينات الجند ، وذلك للعمل على استمرار تلك المساعي بشكل ناجح.» (١).
وقد اضطلع محمد نامق باشا الذي كان يسيّر شؤون الولاية والمشيرية معا بالعديد من الخدمات والتنظيمات الإدارية في منطقة العراق كلها وخاصة بغداد وما حولها ، وأعاد للدولة الأراضي التي استحوذ عليها العصاة وبعض الإداريين المحليين ووزع الأراضي بدفاتر مؤقتة على العشائر التي تريد الانتقال إلى حياة الاستقرار ، وقد استمرت تلك الجهود والنشاطات في عهد خلفه كوزلكلي محمد رشيد باشا ، وعندما عين محمد نامق باشا واليا على بغداد مرة أخرى (١٨٦٠ ـ ١٨٦٧ م) قام ببعض الأعمال الهامة التي ارتكزت في ساحة الاتصالات والمواصلات أكثر من الأعمال الإدارية ، وفي ذلك العهد بدأ في إنشاء الطرق خاصة في بغداد من أجل المواصلات البرية ، كما بذل جهودا كبيرة في تأسيس شبكة التلغراف في العراق (٢).
أما مدحت باشا الذي عاش فترة هامة في تاريخ العراق فقد أظهر نجاحات عديدة في مجال الإصلاحات المتعلقة بمجال الأراضي والإصلاحات العسكرية والإدارية ، والإصلاحات في مجال التعليم ، وأهمّ عملين قام بهما ؛ تنفيذ قانون الأراضي عام ١٨٥٨ م والذي بدأ يطبق في المنطقة من قبل وقانون الولاية عام ١٨٦٤ م (٣).
واضطلع كلّ الولاة الذين أتوا بعده وكانوا يعملون على إظهار الوجود العسكري في المنطقة بعمل تنظيمات عديدة جديدة في اللوائح التنظيمية المتعلقة بالدولة ، وفي تلك الأثناء اتّبع تقسيم إداري جديد في
__________________
(١) BOA ,A.DVN ٠٠١ / ٦٣ ,٠٧٢١.
(٢) Kursun ,a.g.e.,s.٥ ;Sinapli ,a.g.e.,s.٥٤١ ـ ٩٥١.
(٣) Ali Haydar Midhat, a. g. e., s. ٦٦ ـ ١٩; Kursun, a. g. e., s. ٢٨.