سمح لهم بالإقامة في بغداد والقصبات المجاورة لها بواسطة سفراء إنجلترا.
وقد طلب خداداد خان السفير الإيراني في استانبول من الدولة العثماني تسليم هؤلاء اللاجئين بموجب الاتفاقية العثمانية الإيرانية المؤرخة بتاريخ ٥ سبتمبر ١٧٤٦ م ، وعلى هذا أرسل الباب العالي فرمانا إلى والي بغداد بخصوص إعادة الهاربين من إيران إليها ، ومن ناحية أخرى كانت إيران لا تريد إقامة هؤلاء الهاربين أو الأشخاص المطرودين منها في بغداد عند لجوئهم للدولة العثمانية ، وكانت إيران متخوفة من وجود هؤلاء الأشخاص في أماكن قريبة من الحدود ، أو في الأماكن التي يمكنهم فيها تطوير معارضتهم لها ، وانتبهت الدولة العثمانية لتلك الحساسية الإيرانية ووجدت أنه من الأنسب أن يقيم مثل هؤلاء اللاجئين السياسيين في مناطق مثل قره حصار وأنقرة وسيواس ، ولكنها استثنت من ذلك الأمراء لأنه يمكن استخدامهم ضد إيران في الأوقات اللازمة ، ولأن الباب العالي كان يدرك أن حكومة إيران يمكنها التأكد من هذا التصرف الاستثنائي فقد أمر والي بغداد بأن يرسل رد بلغة سياسية تتناسب مع حكومة إيران في مثل تلك الأوضاع ، وأن يقوم بإرسال هؤلاء الأمراء إلى أماكن أخرى مناسبة ، وعقب تلك الإجراءات تم توطين بعض الأمراء اللاجئين في سنجق كربلاء في قصبتي النجف وكربلاء ، وتم تخصيص راتب شهري من خزانة بغداد لكل أمير منهم. وفي السنوات الأولى من عقد اتفاقية أرضروم وافقت الدولة العثمانية على هذه المادة من الاتفاقية ، وتم توطين هؤلاء الأمراء الإيرانيين خارج بغداد ، إلا أن هذا لم يقلل من مكانة هؤلاء الأمراء في نظر الدولة ، وظهر هذا في منح عطية سنية للأمير الإيراني هولاكو ميرزا الذي لجأ إلى استانبول. (١)
__________________
(١) BOA ,I.Hr ٤٠٣ ,٩١ B ٦٥٢١.