الإيراني بذلك من عبد الحسين أرسل رسالة إلى رشيد باشا الصدر الأعظم العثماني يطلب منه إصدار فرمان خاص لتعمير الأماكن المقدسة ، بالإضافة إلى أن فروح خان الموجود في استانبول أرسل خطابا في ٢٧ نوفمبر عام ١٨٥٣ م قال فيه «إنكم تعلمون أن جناب الشيخ ينتظر هناك لإنهاء هذا العمل وقد دفعت كل النفقات ، ولذا أرجو إرسال هذا الحكم بسرعة» ، وبسبب إعاقة والي بغداد لإجراء هذه الترميمات تحجج الإيرانيون بالترميم لتوسيع تلك المباني ، وفي خطابا آخر أرسله الصدر الأعظم الإيراني إلى فروح خان قال فيه : «... انتبه حتى لا يمنع القيام بالترميمات وبناء المبانى الجديدة في الضريح ، وإن شاء الله لن تختلف مع والي بغداد لعدم وجود إذن بالترميم ، فلسنا في حاجة لهذا الإذن» (١).
وقد تمسكت إيران بموضوع توسيع الضريح ، ويلفت الانتباه أنها اعتبرت أية هزيمة في هذا الشأن يعد خدشا لاعتبارها ، وكلفت أمين الدولة ليتحدث مع فرنسا في موضوع ترميم ضريح الإمام الحسين وذلك لتضغط فرنسا على الباب العالي لقبول قيام إيران بالتوسيع ، وتسبب إصرار إيران على هذا الأمر في إصدار السلطان عبد المجيد فرمانا في هذا الشأن أرسله إلى عمر باشا والي بغداد في أواخر شهر أكتوبر عام ١٨٥٧ م يقضي بضرورة الانتهاء من أعمال التوسيع والترميم في الضريح.
ونلخص الفرمان كما يلي «لقد بدأت إيران في عمل بعض الإجراءات والترميمات للأماكن المباركة في كربلاء بعد حصولها على إذن من الدولة العلية ، ولكن تم تعطيل تلك الأعمال لبعض الأسباب ، وطلب الصدر الأعظم الإيراني إلغاء قرار عدم القيام بأي تغيرات في الأماكن المقدسة الآنفة الذكر ، ولو راجعتم مراسلاتنا القديمة ستجدون الإذن السابق الخاص بترميم هذه الأماكن ، وسبب المنع الصادر من
__________________
(١) Nasiri ,a.g.e.,s.٣٣١ ـ ٤٣١.