قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مراقد أهل البيت في القاهرة

مراقد أهل البيت في القاهرة

مراقد أهل البيت في القاهرة

تحمیل

مراقد أهل البيت في القاهرة

195/240
*

١٨) مصلّى مقام إبراهيم :

قال تعالى : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى)(١).

قال الإمام الرازي في التفسير الكبير (المجلد الأول صفحة ٤٠٢ وما بعدها) : ذكروا أقوالا في أن مقام إبراهيم أي شيء هو :

الأول : أنه موضع الحجر الذي قام عليه إبراهيم عليه‌السلام ، وهل هو الحجر الذي وضعته زوجة إسماعيل تحت قدم إبراهيم ، حتّى غسلت رأسه ، فغاصت رجله فيه ، فجعله الله من معجزاته ، أم هو الحجر الذي وقف عليه إبراهيم وهو يبني الكعبة لما ارتفع البنيان.

ثمّ ذكر الحافظ الرازي ثلاثة أقوال أخرى ، وعقب عليها بقوله : واتفق المحققون على أن القول الأول المذكور هنا أولى أي أحق ، واستدل على ذلك بستة أدلة.

ثم قال الرازي : وذكروا في المراد بقوله تعالى : (مُصَلًّى) وجوها منها : الدعاء ، والثاني : قبلة ، والثالث : أن يصلوا الصلاة المشروعة العملية عنده ، وهذا قول أهل التحقيق ؛ لأن لفظ الصّلاة إذا أطلق يفهم منه الصلاة بركوع وسجود ، وقد ثبت فعل النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وصلاته عنده بعد تلاوته هذه الآية.

والصّلاة عند مقام إبراهيم عند موضع تشرّف بالنّبيّ أبي الأنبياء إبراهيم مشروعة ومطلوبة عند الشّافعية فرضا عند الطواف الفرض ، وسنة عند طواف التطوع ، وحكم صلاة الركعتين عند المقام مختلف عند الأحناف ، فليرجع في ذلك إلى مراجع فقه العبادات المقارن.

__________________

(١) سورة البقرة : الآية ١٢٥.