معطياتها الجمالية بغتة ، وإنما عركها الزمن في تطوره من خلال الأخذ والرد ، وتقلب أيدي الفطاحل من العلماء على مصطلحها حتى عادت مختمرة الأبعاد.
٣ ـ عرضنا لسبق الخليل بن أحمد ( ت : ١٧٥ ه ) وأبي عثمان الجاحظ ( ٢٥٥ ه ) وأبي الفتح عثمان بن جني ( ت : ٣٩٢ ه ) إلى هذا المصطلح ، وتدوين الملاحظات والكشوف والتنظيرات عنه في مجالات شتى.
٤ ـ اعتبرنا أحمد بن فارس ( ت : ٣٩٥ ه ) صاحب نظرية متكاملة في علم الدلالة من خلال تمرسه بإيضاح تنوع الدلالات وأقسامها وتآلف الأصوات ، واستنتاج الدلالة الخاصة لكل شكل ذي حروف مؤلفة.
٥ ـ ووقفنا عند الشريف الرضي ( ت : ٤٠٦ ه ) وأبي منصور الثعالبي ( ت : ٤٢٩ ه ) ، وعبد القادر الجرجاني ( ت : ٤٧١ ه ) ووجدناهم مؤصلين للموضوع ، ومخططين له عملياً في جملة من آثارهم العلمية.
٦ ـ وأما ضياء الدين بن الأثير ( ت : ٦٣٧ ه ) ، وحازم القرطاجني ( ت : ٦٨٤ ه ) ، وجلال الدين السيوطي ( ت : ٩١١ ه ) فقد تراوحت جهودهم في الموضوع بين النظرية والتطبيق.
ج ـ وتم لنا في الفصل الثالث استكناه المجموعة التركيبية اللفظية في القرآن الكريم ووجداننا فيها لغة اجتماعية ذات طابع دلالي خاص تستمد نشاطها البياني من سمات بلاغية متجانسة تؤكد المعاني الثانوية مضافاً إلى المعاني الأولية ، وذلك من خلال تطبيقات البحث الدلالي على جملة مختارة من تلك الألفاظ وتوصلنا معها إلى ما يلي : ـ
١ ـ اختيار القرآن الكريم اللفظ المناسب للموقع المناسب من خلال ثلاث ظواهر قرآنية.
الظاهرة الأولى : اختيار القرآن للألفاظ في دلالتها ، وإنما جاء متناسقاً مع مقتضيات الحال في طريقة الاستعمال في صدوره إلى جهات متعددة.
الظاهرة الثانية : إن هذا الاختيار للألفاظ لا يراد به ذاتها بل الألفاظ منضمة إلى المعاني ، فلا الألفاظ ذات أولوية على حساب المعاني ، ولا المعاني على حساب الألفاظ.