صوتية ومن المدلول
في إعطاء المعنى ، فاللفظ دال ، ومعنى ذلك اللفظ مدلول .
ومضافاً إلى اقتناعنا بهذا المنهج فإن
المحدثين من علماء الدلالة الأوروبين ، مقتنعون أيضاً ولكن بصعوبة تحديد الكلمة في
شتى اللغات ، غير أنهم مجموعون أن الأساس الصوتي وحده لا يصلح لتحديد معالم
الكلمات وأنه لا بد أن تشترك معه الكلمة أو وظيفتها اللغوية ليمكن تحديدها.
وقد اتضح للعالم المشهور ساپير ( sapir ) أن تحليل الكلام
إلى عناصر أو وحدات ذات دلالة ، يقسم هذا الكلام إلى مجموعات صوتية منها ما ينطبق
على الكلمة ، ومنها ما ينطبق على جزء من الكلمة ، ومنها ما ينطبق على كلمتين أو أكثر
.
وطبيعي أن مفهوم ساپير لهذه الدلالات
ينطبق على الأحداث والأسماء والحروف ، ودلالة الإضافة في وحدة المضاف ، والمضاف
إليه مما يعني تغايراً حقيقياً بين مفهومه ومفهوم القدامى العائلين : « الكلمة قول
مفرد ، أو لفظ مفرد » .
فهل أل التعريف من هذا القول ؟ وهل
الباء كحرف جر من هذا اللفظ ؟ وهل الضمائر المتصلة كالتاء منه على وجه ما ؟ وهي مع
اندماجها في الأفعال ... هل تشكل قولاً مفرداً أم قولين ؟ أو لفظاً مفرداً أم
لفظين ؟
إن استقلالية الألفاظ في اللغة العربية
تعني الفصل في الدلالة ، فلكل من الأفعال والأسماء والحروف والضمائر دلالات خاصة.
ومع هذا التغاير ، فإن الفهم النحوي
للكلمات عند القدامى يختلف عن المفهوم النقدي والبلاغي عندهم في الدلالات.
وقد كشف الأستاذ مطاع صفدي عمق الفروق
بين النظرية والتطبيق
________________