المنتصر بالله عفا عنه واطلق سراحه بعد ان اخذ عليه العهد والمواثيق بعدم الخروج ثانية (١). ولا يعرف ما اذا كان أبو العمود هذا هو نفسه محمد بن عمرو الذي سبقت الاشارة اليه. ويبدو ان المسعودي قد توهم في التفصيلات ، لا سيما وانه لم يذكر شيئا عن خروج ابن عمرو الشاري. كما ان مدة خلافة المنتصر بالله وهي ستة أشهر ، لا تتسع لقيام فتنتين في نفس المنطقة. الا ان اختلاف مصير أبي العمود واختلاف القائد الذي وجه اليه ، وعفو المنتصر بالله عنه. مما يستدعى التأمل في رواية المسعودي.
ويشير ابن الاثير الى خارجي آخر اسمه طوق من بني زهير خرج في سنة ٢٥٧ ه فاجتمع اليه أربعة آلاف فسار الى أذرمة (٢) ، فحاربه أهلها ، الا انه استطاع ان يدخلها عنوة ، ويظهر انه استباح المدينة. فجمع عليه الحسن بن أيوب بن أحمد العدوى جمعا كثيرا فحاربه وظفر به فقتله وقطع رأسه وانفذه الى سامرا (٣).
على ان اهم فتن الخوارج في خلال هذه المدة هي فتنة مساور بن عبد الحميد الشاري البجلي الموصلي وخلفه هارون بن عبد الله التي استمرت قرابة ثلاثين سنة ، وفتنة حمدان بن حمدون التغلبي التي دامت أربعة عشر عاما.
مساور بن عبد الحميد البجلي :
ظهر لأول مرة في رجب سنة ٢٥٣ بالبوازيج ، وهي بلد على فم الزاب الأسفل حيث يصب في دجلة (٤). وكان من دهاقينها. وقد
__________________
(٦٢) مروج الذهب ٤ / ١٣٧.
(٦٣) أذرمة : بلدة من ديار ربيعة قريبة من نصيبين ، وهي من أعمال الموصل ـ معجم البلدان ١ / ١٣١ ـ ١٣٢.
(٦٤) الكامل ٧ / ٢٤٩.
(٦٥) معجم البلدان ١ / ٥٠٣.