فحبس في سجن المطبق ببغداد ، ونصبت رؤوس القتلى من أصحابه عند خشبة بابك بسامرا (١). ويروي اليعقوبي اخبار هذا الخارجي بشكل آخر فيقول ان محمد بن عمرو الشيباني خرج بديار ربيعة وابو سعيد محمد بن يوسف بها فخرج اليه مع الجند ، وكان محمد بن عمرو في ثلاثمائة أو أربعمائة من الخوارج فصار الى سنجار ثم انهزم الى ناحية الموصل ، فتبعه أبو سعيد فاسره وادخله نصيبين على بقرة ، وحمله الى الواثق فكتب اليه : ما ينبغي ان يقتل ، فانه لن يخرج خارجي مادام حيا ، فلم يترك محبوسا في ايام الواثق بالله (٢).
ويظهر ان محمد بن عمرو اطلق من السجن او انه استطاع الهرب ، لانه خرج ثانية بناحية الموصل في سنة ٢٤٨ ه في أيام المنتصر بالله. فوجه اليه القائد اسحاق بن ثابت الفرغاني ، فاخذه أسيرا مع عدد من أصحابه فقتلوا وصلبوا (٣). الا ان ابن الأثير يشير في حوادث سنة ٢٥٢ ه الى ان محمدا المذكور قتل في ديار ربيعة ، قتله خليفة لأيوب بن احمد في ذي القعدة (٤). ولعله وأهم في ذلك لأنه سبق له أن أيد رواية الطبري ، الا ان يكون قد نجا من القتل في سنة ٢٤٨ ه وهرب من السجن ، أو ان الطبري واهم في تأريخ قتله وصلبه. على ان المسعودي يذكر وثوب خارجي آخر في أيام المنتصر بالله غير محمد بن عمرو ، هو ابو العمود الشاري الذي ظهر بالبوازيج قرب تكريت ، وقد استفحل أمره اذ انضمت اليه جماعات من ربيعة ومن الاكراد. فسرح اليه المنتصر بالله جيشا على رأسه القائد التركي سيما ، فكانت بين الفريقين عدة مواقع تمكن الجيش بعدها من أسر الشاري فجيء به الى سامرا. ويظهر ان
__________________
(٥٨) الطبري ٩ / ١٤٠ ، والكامل ٧ / ٢٣ وجاء اسمه فيه محمد بن عبد الله الثعلبي ، ولعلها مصحقة عن التغلبي.
(٥٩) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٣.
(٦٠) الطبري ٩ / ٢٥٥ ، والكامل ٧ / ١٢٠.
(٦١) الكامل ٧ / ١٧٦ ـ ١٧٧.