ربيعة ، فسار اليها في جيش كثيف. فلما بلغ المتغلبين امره خافه أكثرهم وكتبوا اليه يعلنون طاعتهم وارسلوا اليه الهدايا ، فرفضها وطلب ان يأتي بها مرسلوها بانفسهم ، وذلك ليختبر ولاءهم وطاعتهم. وطلب الى اسحاق بن اسماعيل العامل على تفليس ، وكان من جملة المتغلبين يأمره بالقدوم اليه ، فلم يفعل. فزحف اليه ، الا ان الموت عاجلة قبل ان يصل اليه. فولي الخليفة محمد بن خالد مكان أبيه. ولما كان أصحاب أبيه قد انصرفوا عند موته فقد طلب الى الخليفة ان يمده. فسير اليه القائد أحمد بن بسطام الذي ساعده في جمع أصحاب أبيه ومواليه ، وفي محاربة قسم من المتغلبين واخضاعهم ، مما ساعده على ضبط شؤون الولاية.
عصيان ابن البعيث في اذربيجان :
كان محمد بن البعيث من جملة المتغلبين على بعض نواحي اذربيجان ، فقاتله عاملها فطفر به وأسره وحمله الى سامرا فسجن فيها. الا انه ما لبث ان هرب في سنة ٢٣٤ ه وعاد الى منطقة مرند ، وجمع اليه اتباعه من ربيعة وغيرهم ، واعلن الخلاف والعصيان ، ثانية. ولم يستطع والي اذربيجان محمد بن حاتم بن هرثمة ان يظفر به. فولى المتوكل على الله حمدويه بن الفضل السعدي على اذربيجان ووجهه من سامرا على البريد (١). فلما وصل الى مقر عمله زحف الى ابن البعيث والجأه الى مدينة مرند. وكان ابن البعيث قد حصنها وجمع فيها ما يحتاجه من آلة ومؤونة للحصار. فاقام حمدوية على حصاره زمنا دون جدوى لمتانة أسوار المدينة وقوة حاميتها. فوجه الخليفة اليه قائدا اخر لمساعدته ، فلم يفلحا في فتح المدينة. فسير الخليفة القائد بغا الشرابي في أربعة آلاف من الجند الأتراك والمغاربة. فلما قرب بغا من مرند حاول ان يستميل.
__________________
(٤٥) الطبري ٩ / ١٦٥ ، والكامل ٧ / ٤٢.