٦ ـ الاضطرابات في أرمينية :
كان المأمون قد ولى خالد بن يزيد بن مزيد الشيباني على أرمينية ، فخالط بطارقتها ، أي أمراءها المحليين ـ وقبل هداياهم ، مما جرأهم على من جاء بعده من العمال (١). وبقي خالد في منصبه هذا الى أيام المعتصم بالله ، فولى بدلا عنه الحسن بن علي الباذغيسي المعروف بالمأموني. فأهمل شؤون البطارقة ولان لهم فازدادوا فسادا على الدولة (٢). وقد ولي المعتصم بالله بعده عددا من الولاة لم يتمكنوا من السيطرة على المنطقة. وكان اخرهم علي بن الحسين بن سباع القيسي. فاستضعفه الامراء المحليون حتى سموه اليتيم لضعفه ومهانته (٣). فاعاد المعتصم بالله خالد بن يزيد الشيباني الى الولاية على أرمينية وديار ربيعة. فلما بلغ خبره البطارقة خافوه وعملوا على العصيان عليه ، وقد تحصن كل منهم في قلعته. مما اضطر الخليفة على رد خالد ، واعادة الوالي السابق علي بن الحسين.
وكانت رواتب الجند قد تأخر دفعها لقلة الجباية فشغبوا مطالبين بارزاقهم ، فطالب الوالي أهل البلاد بدفع ما عليهم من الخراج ، فامتنعوا عن الدفع وثاروا به وحاصروه ، مما اضطر الخليفة على أن يبعث القائد حمدون بن علي بن الفضل ليتولى مساعدة الوالي في اخضاع الولاية (٤).
ثم اضطربت أرمينية في عهد الواثق بالله وتحرك بها بعض البطاركة والعرب وتغلبوا على نواحيهم. فولى الخليفة خالد بن يزيد الشيباني الولاية عليها وضم اليه بعض الكور من ديار
__________________
(٤١) فتوح البلدان / ٢١٢.
(٤٢) فتوح البلدان / ٢١٢ ، ومختصر كتاب البلدان / ٢٩٤.
(٤٣) تأريخ اليعقوبي ٢ / ٤٧٥.
(٤٤) تأريخ اليعقوبي ٢ / ٤٧٥.