بعض أصحاب ابن البعيث ، فارسل عيسى بن الشيخ بن السليل الشيباني (١). ومعه امان لوجوه المدينة ولابن البعيث نفسه ، على أن ينزلوا على حكم أمير المؤمنين الخليفة ، والا فانه سيقاتلهم ، وان ظفر بهم لم يستبق احدا منهم ، وكان عامة من مع ابن البعيث من ربيعة قوم عيسى بن الشيخ ، فخرج اليه عدد كبير منهم (٢). ثم فتحت المدينة أبوابها فدخلها الجيش ، وحاول ابن البعيث الهرب فلحقه بعض الجند وأخذوه أسيرا ، وانتهب الجند منزله ومنازل أصحابه وأهل المدينة ممن لم يستأمنوا.
وقدم بغا الشرابي الى سامرا في شوال سنة ٢٣٥ ه بابن البعيث مع أخوين له واحد أبنائه ، وكانوا خرجوا بأمان ، مع عدد من الاسرى. وقد حملوا على الجمال ليراهم الناس. فأمر المتوكل على الله بحبسهم. وذكر انه لما أتي المتوكل على الله بمحمد بن البعيث أمر بضرب عنقه ، وقبل ان يقتله السياف سأله الخليفة عما دعاه الى ما صنع ، فقال : الشقوة ، وانت الحبل الممدود بين الله وبين خلقه ، وان لي فيك لظنين اسبقهما الى قلبي أولاهما بك وهو العفو ، ثم اندفع يقول (٣) :
أبى الناس الا انك اليوم قاتلي |
|
أمام الهدى والصفح بالناس أجمل |
وهل أنا الا جبلة من خطية |
|
وعفوك من نور النبوة يجبل |
فانك خير السابقين الى العلا |
|
ولا شك ان خير الفعالين تفعل |
فقال الخليفة لبعض أصحابه : ان معه لأدبا. فقال : بل يفعل أمير المؤمنين خيرهما ويمن عليه. فأمر برده فحبس مقيدا. وقيل
__________________
(٤٦) في الكامل ٧ / ٤٢ ابن الشليل ، وفي المختصر في اخبار البشر ٢ / ٤٤ ابن السليك.
(٤٧) الطبري ٩ / ١٦٥ ، والكامل ٧ / ٤٢.
(٤٨) الطبري ٩ / ١٧٠ ، والكامل ٧ / ٤٧ ـ ٤٨ وفيه آخر البيت الاول : بالمرء أجمل.