أسيرا وابن بيهس معه (١). واذا صحت هذه الرواية ، فان ما ذكره الطبري عن معاتبة المعتصم بالله قائده ، يصبح من الاخبار الموضوعة ، أو أن يكون الواثق بالله هو الذي عاتب القائد المذكور.
٤ ـ تمرد القبائل العربية :
تمرد القيسيين في دمشق :
كان بعض زعماء اليمانية وعدد من أهل دمشق وعلى رأسهم ابن بيهس الذي كان ذا نفوذ في قومه ، قد استجابوا لدعوة المبرقع اليماني الذي تمرد على الدولة في فلسطين. وقد يكون لعامل العصبية القبلية تأثير في انتصارهم له. وقد سبقت الاشارة الى أسباب تمرده والى توسع دعوته. وخرج ابن بيهس اثر وفاة المعتصم بالله في عدد كبير من بطون قيس بدمشق ، وحاصر أميرها أبا المغيث الرافقي. فبعث الواثق بالله القائد رجاء الحضاري لاخماد ثورته. فقدم رجاء دمشق ورأى ثوارها يعسكرون بمرج راهط ، فنزل بدير مران ودعاهم الى الطاعة ، فلم يرجعوا عن غيهم فقاتلهم وهزمهم وقضى على تمردهم (٢).
تمرد بعض القبائل العربية :
وتمرد عدد من القبائل العربية التي تقع منازلها قرب المدينة المنورة ، منهم بنو سليم وبنو هلال وبنو مرة ، وهم من أقوى القبائل العربية. فكانوا يعتدون على الناس ويغتصبون أموالهم. وعند ما هاجم بنو سليم جماعة من كنانة وباهلة وقتلوا بعض أفرادهما وجه اليهم أمير المدينة محمد بن صالح بن العباس ثلة من الجند ، الا انهم
__________________
(٢٤) تاريخ ابن خلدون ٣ / ٥٧٢ ـ ٥٧٣.
(٢٥) راجع عن تمرد القيسيين : الكامل ٦ / ٥٢٨ ـ ٥٢٩.